كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أراد أن يبعثنى بمال إلى أبى سفيان يقسمه فى قريش بمكَّة بعد الفتح قال فقال التمس صاحبًا، قال فجاءنى عمرو بن أميَّة الضَّمرىُّ "رضى الله عنه" قال بلغنى أنَّك تريد الخروج وتلتمس صاحبًا، قال قلت أجل قال فأنا لك صاحب، قال فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت قد وجدت صاحبًا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا وجدت صاحبًا فآذِّنى قال فقال من؟ قلت عمرو بن أميَّة الضَّمرىُّ، قال فقال إذا هبطت بلاد قومه فاحذره فإنَّه قد قال القائل "أخوك البكرىُّ ولا تأمنه" قال فخرجنا حتَّى إذا جئت الأبواء فقال لى إنِّى أيد حاجةً إلى قومى بودَّان فتلبث لى، قال قلت راشدًا، فلمَّا ولىَّ ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم فسرت على بعيرى ثمَّ خرجت أوضعه حتَّى إذا كنت بالأصافر إذا هو
__________
وسكون المعجمة ويقال ابن أبى الفغواء الخزاعى صحابى (1) أى فتح مكة (2) حرف جواب مثل نعم، قال الأخفش هو أحسن من نعم فى التصديق، ونعم أحسن منه فى الاستفهام (3) أى أعلمنى (4) ضبطه المناوى فى شرحيه على الجامع الصغير بكسر الباء، وقال الذى ولده أبواك أوَّلًا، وهذا على المبالغةفى التحذير، أى أخوك شقيقك خفه واحذر منه اهـ قال الحافظ قلت الظاهر أن المراد الأكبر منك سنا، أريد به ههنا القوى الغالب دون الضعيف، وهو المناسب بالحذر عند هبوطه فى بلاد قومه اهـ وقال الخطابى هذا مثل مشهور للعرب، وفيه إثبات الحذر واستعمال سوء الظن اذا كان على وجه طلب السلامة اهـ (5) بفتح الهمزة وسكون الباء والمد جبل بين مكة والمدينة وعنده بلد ينسب اليه (6) ودَّ ان فعلان بفتح الفاء قرية من الفرع بقرب الأبواء من جهة مكة، وقال الصغانى ودَّ ان قرية بين الأبواء وهرشى، قاله فى المصباح (وقوله فنلبث لى) أى انتظرنى "وقوله راشدًا" أى سر راشدًا (7) يقال وضع البعير يضع وضعًا وأوضعه راكبه إيضاعًا اذا حمله على سرعة السير (8) قال الحافظ السيوطى فى مرقاة الصعود على سنن أبى داود لم أقف عليه فى شئ من كتب الغريب واللغة إلا أنى رأيت فى كتاب الأمكنة فى الأخبار لأبى الفتح نصر بن عبد الرحمن الاسكندراني