كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

الله صلَى الله عليه وآله وسلَّم يقول على ظهر كلِّ بعير شيطان فإذا ركبتموها فسمُّوا الله عزَّ وجلَّ ولا تقصِّروا عن حاجاتكم
(1171) عن علىّ الأزدىِّ أنَّ ابن عمر رضي الله عنهما علَّمه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجًا إلى سفر كبَّر ثلاثًا، ثمَّ قال سبحان الَّذي سخَّر لنا هذا وما كنَّا له مقرنين وإنَّا إلى ربِّنا لمنقلبون، اللَّهمَّ إنَّا نسألك فى سفرنا هذا البرَّ والتَّقوى ومن العمل ما ترضى، اللَّهمَّ هوِّن علينا سفرنا هذا واطوعنَّا بعده اللَّهمَّ أنت الصَّاحب فى السَّفر والخليفة فى الأهل، اللَّهمَّ إنِّى أعوذ بك من وعثاء السَّفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل
__________
الأسلمي صحابي (1) البعير يشمل الجمل والناقة كالأنسان للرجل والمرأة، وإنما يسمى بعيرًا اذا أجذع أى اذا صار سنة خمس سنين، والجمع أبعرة وأباعر وبعران؛ ومعنى الجملة يحتمل اجراء اللفظ على حقيقته فيكون على ظهر كل بعير شيطان حقيقة يحمله على النفور ليوقع الأذى بصاحبه الآدمى الذى هو عدو الشيطان، ويحتمل أن النفور والشر من طبع الأبل فهى اذا نفرت صارت كأن على ظهرها شيطان، وقد ورد عن عبد الله بن مغفل رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا تصلوا فى عطن الأبل فانها من الجن خلقت ألا تروت عيونها وهبابها "يعنى ونشاطها" اذا نفرت) رواه الأمام أحمد والطبرانى وتقدم فى الجزء الثالث حديث رقم 398 (3) يعنى لا يقعدكم عن ركوبها واستخدامها فى حوائجكم وجود الشيطان على ظهرها أو شدة نفورها، بل سموا الله عز وجل واستخدموها فالله تعالى يذللها وشيطانها ببركة اسمه عز وجل (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد والطبرانى فى الكبير والأوسط ورجالهما رجال الصحيح غير محمد بن حمزة وهو ثقه.
(1171) عن على الأزدى (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرزاق أنبأنا ابن جريج أخبرنى أبو الزبير أن عليا الأزدى أخبره ان ابن عمر علَّمه الخ (غريبه) (3) أى قربها لنا وسهل السير فيها (4) وعثاء السفر معناه المشثقة والشدة، وأصله من الوعث وهو أرض فيها رمل تسوخ فيها الأرجل (ومعنى كآبة المنقلب) أن يرجع من سفره الى أهله كئيبا حزينا غير مقضى الحاجة أو منكوبا ذهب ماله أو اصابته آفة فى سفره (5) هو أن يرد على أهله فيجدهم مرضى أو يفقد بعضهم وما أشبه ذلك من

الصفحة 69