كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
شرف، ولك الحمد على كلِّ حمد (وفى لفظ) ولك الحمد على كلِّ حال
__________
(تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد وأبو يعلى وفيه زياد النميرى وثق على ضعفه وبقية رجاله ثقات (وفى الباب) عند النسائى وابن حبان من حديث صهيب رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم لم ير قرية يريد دخولها إلا قال حين يراها "اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، فانا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها" وصححه ابن حبان وأخرجه أيضا الحاكم فى المستدرك وصححه، وأخرجه أيضا الطبرانى قال الهيثمى ورجاله رجال الصحيح غير عطاء بن مروان وابنه وكلاهما ثقة (وفى الباب) أيضا عند الطبرانى فى الأوسط عن أبى لبابة بن عبد المنذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا أراد دخول قرية لم يدخلها حتى يقول (اللهم رب السموات السبع وما أظلت، ورب الأرضين السبع وما أقلت، ورب الرياح وما أذرت "وفى لفظ وما ذرت" ورب الشياطين وما أضلت، إنى أسألك خيرها وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها) قال الهيثمى وإسناده حسن (وأخرجه الطبرانى أيضا) من حديث أبى ثقيف بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أشرف على خيبر قال لأصحابه وأنا فيهم قفوا، قال ثم ذكر الحديث وقال فى آخره وكان يقولها فى كل قرية يريد دخولها، قال الهيثمى وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات اهـ وسؤال خير القرية والتعوذ من شرها هو باعتبار ما يحدث من الخير والشر، وأما هى نفسها فلا خير لها ولا شر، وهذا مجاز معروف (وعن ابن عمر رضى الله عنهما) قال كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا أراد قرية يريد أن يدخلها قال "اللهم بارك لنا فيها ثلاث مرات اللهم ارزقنا جناها وحببنا الى أهلها وحبب صالح أهلها الينا" رواه الطبرانى فى الأوسط، قال الهيثمى وإسناده جيد اهـ (وقوله جناها) بفتح الجيم بعدها نون، قال فى الصحاح الجنى ما يجتنى من الشجر، وكأنه عبر بالجنى عن فوائدها التى ينتفع بها من جميع الأشياء، ويمكن أن يراد حقيقة ما يجتنى من الثمر لأنه أعظم فوائد الأرض والله أعلم (الأحكام) أحاديث الباب تدل على مشروعية الأذكار الواردة فيها، فيستحب للمسافر أن يحافظ عليها ويأتى بكل ذكر فى محله من ابتداء سفره الى أن يرجع الى أهله، فمن فعل ذلك كان مقتفيا آثار نبيه صلى الله عليه وسلم متتبعا لسنته مهتديا بهديه، حائزًا لرضا ربه محفوفًا بعنايته فى الذهاب والأياب، وناهيك بما يحصل له من جزيل الثواب وحسن الجزاء يوم المآب، اللهم أحينا على سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وتوفنا على ملته؛ واحشرنا فى زمرته وتحت لوائه إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير