كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)

لم أر إلاَّ خيرًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ الله قد برَّأها من ذلك، ثمَّ قام رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم على المنبر فقال لا يدخلنَّ رجل بعد يومى هذا على مغيبة إلاَّ ومعه رجل أو اثنان
(1194) خط عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال قال لنا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لا تلجوا على المغيبات فإنَّ الشيطان يجرى من أحدكم مجرى الدَّم قلنا من أحدكم مجرى الدَّم قلنا ومنك يا رسول الله؟ قال ومنِّى، ولكنَّ الله
__________
أسلمت أسماء قبل دخول دار الأرقم وبايعت ثم هاجرت مع زوجها جعفر بن أبى طالب الى الحبشة فولدت له هناك عبد الله ومحمدا وعونا، ثم تزوجها أبو بكر بعد قتل جعفر فولدت له محمدًا، ثن تزوجها علىّ بعد وفاة أبى بكر فيقال ولدت له ابنه عونا، وسيأتى بسط ذلك فى مناقبها من كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى (1) أى لم تحصل ريبة من جهتها، وقول النبى صلى الله عليه وسلم "إن الله قد برأها من ذلك" أى من أن يرتاب فى أمرها لما يعلمه النبى صلى الله عليه وسلم عنها؛ ويحتمل أن يكون ذلك بوحى من الله عز وجل، وفى ذلك منقبة عظيمة لأسماء رضى الله عنها (2) المغيبة تقدم ضبطها وهى التى غاب زوجها عن منزلها سواء غاب عن البلد بأن سافر أو غاب عن المنزل وإن كان فى البلد، هكذا ذكره القاضى وغيره (قال النووى) وهذا ظاهر متعين، قال القاضى ودليله هذا الحديث وأن القصة التى قيل الحديث بسببها وأبو بكر رضى الله عنه غائب عن منزله لا عن البلد (تخريجه) (م. وغيره)
(1194) خط عن جابر بن عبد الله (سنده) حدّثنا عبد الله قال وجدت فى كتاب أبى ثنا الحكم بن موسى وسمعته أنا من الحكم بن موسى ثنا عيسى بن يونس ثنا المجالد بن سعيد عن الشعبى عن جابر بن عبد الله "الحديث" (غريبه) (3) أى لا تدخلوا بيت من غاب عنها زوجها إلا إذا كان عندها محرم لها أو كان مع الداخل رجل صالح أو أكثر لما سبق فى حديث عبد الله بن عمرو (4) قال القاضى عياض والحافظ قيل هو على ظاهره وأن الله تعالى جعل له قوة وقدرة على الجرى فى باطن الأنسان مجارى دمه، وقيل هو على الاستعارة لكثرة إغوائه ووسوسته، فكأنه لا يفارق الأنسان كما لا يفارق قدمه، وقيل يلقى وسوسته فى مسام لطيفة من البدن فتصل الوسوسة الى القلب والله أعلم اهـ

الصفحة 83