كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
(1202) عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير وحاد يحدو بنسائه فضحك رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فإذا هو قد تنحَّي بهنَّ قال فقال له يا أنجشة ويحك ارفق بالقوارير
__________
له رواية أخرى فى تفسير سورة النور من كتاب التفسير وسيأتى كل ذلك فى مواضعه إن شاء الله تعالى والحديث رواه الشيخان أيضا والنسائى مطولا ومختصرًا
(1202) عن أنس بن مالك (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن ثابت قال سمعت أنس بن مالك يقول بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم "الحديث" (غريبه) (1) أى فى سفركما عند البخارى عن أبى قلابة عن أنس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان فى سفر وكان غلام يحدو بهن يقال له أنجشة الحديث وعنده بلفظ آخر عن قتادة عن أنس بن مالك قال كان للنبى صلى الله عليه وسلم حاد يقال له أنجشة وكان حسن الصوت، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم "رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير، قال قتادة يعنى ضعفة النساء" (2) الحدو سوق الأبل والغناء لها، وقد حدا الأبل يحدو من باب عدا يعدو، والحدو من شأنه أن يثير النشاط فى سير الأبل (وقوله فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم) أى سرّ بذلك (3) أى فاذا الحادى قد تعمد الحدو ونشط فيه، وكلما ازداد الحادى نشاطا فى حدوه ازدادت الأبل نشاطًا فى سيرها (4) هو بفتح الهمزة وسكون النون وفتح الجيم بعدها شين معجمة ثم هاء تأنيث، قال البلاذرى كان أنجشة حبشيًا يكنى أبا مارية، وأخرج الطبرانى من حديث وائلة أنه كان ممن نفاهم النبى صلى الله عليه وسلم من المخنثين، وقد ذكروه فى الصحابة، قال أبو عمر فى الاستيعاب أنجشة العبد الأسود كان يسوق أو يقود بنساء النبى صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع وكان حسن الصوت، وكان اذا حدا اعتنقت الأبل فقال صلى الله عليه وسلم يا أنجشة رويدك بالقوارير اهـ (5) فى رواية عند البخارى قال أبو قلابة يعنى النساء؛ وتقدم فى رواية أخرى للبخارى عن قتادة "لا تكسر القوارير قال قتادة يعنى ضعفة النساء" (قال الحافظ) والقوارير جمع قارورة وهى الزجاجة سميت بذلك لاستقرار الشراب فيها، وقال الرامهرمزى كنى عن النساء بالقوارير لرقتهن وضعفتهن عن الحركة، والنساء شبهن بالقوارير فى الرقة واللطافة وضعف البنية، وقيل المعنى سقهن كسوقك القوارير لو كانت محمولة على الأبل، وقال غيره شبهن بالقوارير لسرعة انقلابهن عن الرضا وقلة دوامهن على الوفاء كالقوارير يسرع اليها الكسر ولا تقبل الجبر اهـ (وقال الخطابى) كان أنجشة أسود وكان فى سوقه عنف فأمره أن يرفق بالمطايا، وقيل كان حسن الصوت بالحداء فكره أن تسمع النساء الحداء فإن حسن