كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
(1203) عن أمِّ سليم رضي الله عنها أنَّها كانت مع نساء النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وهنَّ يسوق بهنَّ سوَّاق فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أي أنجشة رويدك سوقًا بالقوارير
__________
الصوت يحرك من النفوس فشبه ضعف عزائمهن وسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير فى سرعة الكسر، وجزم ابن بطال بالأول فقال القوارير كناية عن النساء اللاتى كن على الأبل التى تساق حينئذ، فأمر الحادى بالرفق فى الحداء لأنه يحث الأبل حتى تسرع، فاذا أسرعت لم يؤمن على النساء السقوط، واذا مشت رويدًا أمن على النساء السقوط، قال وهذا من الاستعارة البديعة، لأن القوارير أسرع شئ تكسيرًا فأفادت الكناية من الحض على الرفق بالنساء فى السير ما لم تفده الحقيقة لو قال ارفق بالنساء (وقال الطيبى) هى استعارى لأن المشبه به غير مذكور، والقرينة حالية لا مقالية، ولفظ الكسر ترشيح لها، وجزم أبو عبيد الهروى بالثانى، وقال شبه النساء بالقوارير لضعف عزائمهن، والقوارير يسرع اليها الكسر فخشى من سماعهن النشيد الذى يحدو به أن يقع بقلوبهن منه فأمره بالكف فشبه عزائمهن بسرعة تأثير الصوت فيهن بالقوارير فى إسراع الكسر اليها، ورجح عياض هذا الثانى فقال هذا أشبه بمساق الكلام وهو الذى يدل عليه كلام أبى قلابة وإلا فلو عبر عن السقوط بالكسر لم يعبه أحد، وجوز القرطبى فى المفهم الأمرين فقال شبههن بالقوارير لشدة تأثرهن وعدم تجلدهن فخاف عليهن من حث السير سرعة السقوط أو التألم من كثرة الحركة والاضطراب الناشئ عن السرعة، أخاف عليهن الفتنة من سماع النشيد أفاده الحافظ (تخريجه) (ق. نس)
(1203) عن أم سليم (سنده) حدّثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حسن يعنى ابن موسى قال ثنا زهير عن سليمان التيمى عن أنس بن مالك عن أم سليم "الحديث" (غريبه) (1) أم سليم هى بنت ملحان بن خالد الأنصارية والدة أنس بن مالك رضى الله عنهما يقال اسمها سهلة أو رميلة أو رميثة أو مليكة أو أنيثة، وهى العميصاء أو الرميصاء، اشتهرت بكنيتها وكانت من الصحابيات الفاضلات، ماتت فى خلافة عثمان وسنأتى على شئ من مناقبها فى كتاب مناقب الصحابة إن شاء الله تعالى (2) هو أنجشة الحبشى كما تقدم وكما يستفاد أيضًا مما بعده (3) قال الحافظ كذا للأكثر، وفى رواية سليمان التيمى رويدًا، وفى رواية شعبة ارفق، ووقع فى رواية حميد رويدك ارفق جمع بينهما، رويناه فى جزء الأنصارى عن حميد؛ وأخرجه الحارث عن عبد الله بن بكر عن حميد فقال كذلك سوقك وهى بمنعى كفاك، قال عياض قوله رويدًا منصوب على أنه صفة لمحذوف دل عليه اللفظ أى سق سوقًا رويدًا أواحد حدرًا رويدًا، أو على المصدر أى أرود رويدًا مثل أرفق