كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 5)
__________
رفقا، أو على الحال أى سر رويدًا، أو رويدك منصوب على الأغراء أو مفعول بفعل مضمر، أى الزم رفقك أو على المصدر أى ارود رويدك (وقال القرطبى) فى المفهم رويدًا أى ارفق وسوقك مفعول به، وورقع فى رواية مسلم سوقًا وكذا للأسماعيلى فى رواية شعبة، وهو منصوب على الأغراء بقوله ارفق سوقًا أو على المصدر أى سق سوقًا، وقرأت بخط ابن الصائغ المتأخر رويدك إما مصدر والكاف فى محل خفض وإما اسم فعل والكاف حرف خطاب وسوقك بالنصب على الوجهين، والمراد به حدوك إطلاقًا لاسم المسبب على السبب (وقال ابن مالك) رويدك اسم فعل بمعنى ارود أى أمهل، والكاف المتصلة به حرف خطاب وفتحة داله بنائية، ولك أن تجعل رويدك مصدرًا مضافا الى الكاف ناصبها سوقك وفتحه داله على هذا إعرابية، وقال أبو البقاء الوجه النصب برويدًا، والتقدير أمهل سوقك والكاف حرف خطاب وليست اسما، ورويد يتعدى الى مفعول واحد اهـ (تخريجه) (نس) وسنده جيد (الأحكام) فى أحاديث الباب دلالة على أنه لا يجوز للمرأة السفر بدون محرم، وسواء فى ذلك الحج وغيره (قال ابن دقيق العيد) هذه المسألة تتعلق بالعامَّين اذا تعارضا، فان قوله تعالى {ولله على الناس حج البيت: الآية} عام فى الرجال والنساء فمقتضاه أن الاستطاعة على السفر اذا وجدت وجب الحج على الجميع؛ وقوله صلى الله عليه وسلم "لا تسافر المرأة إلا مع ذى محرم" عام فى كل سفر فيدخل فيه الحج، فمن أخرجه عنه خص الحديث بعموم الآية، ومن أدخله فيه خص الآية بعموم الحديث فيحتاج الى الترجيح من خارج اهـ (قال الشوكانى) ويمكن أن يقال إن أحاديث الباب لا تعارض الآية لأنها تضمنت أن المحرم فى حق المرأة من جملة الاستطاعة على السفر التى أطلقها القرآن وليس فيها إثبات أمر غير الاستطاعة المشروطة حتى تكون من تعارض العمومين اهـ (قلت) وقد أطلق السفر فى الحديث الأول من أحاديث الباب وقيده فى الأحاديث المذكورة بعده (قال الحافظ) وقد عمل أكثر العلماء فى هذا الباب بالمطلق لاختلاف التقديرات (قال النووى) ليس المراد من التحديد ظاهره، بل كان ما يسمى سفرًا فالمرأة منهية عنه إلا بالمحرم، وإنما وقع التحديد عن أمر واقع فلا يعمل بمفهومه (وقال ابن التين) وقع الاختلاف فى مواطن بحسب السائلين (وقال المنذرى) يحتمل أن يقال إن اليوم المفرد والليلة المفردة بمعنى اليوم والليلة، يعنى فمن أطلق يوما أراد بليلته، أو ليلة أراد بيومها، قال ويحتمل أن يكون هذا كله تمثيلا لأوائل الأعداد فاليوم أول العدد، والأثنان أول التكثير، والثلاث أول الجمع، ويحتمل أن يكون ذكر الثلاث قبل ذكر ما دونها فيؤخذ بأقل ما ورد من ذلك، وأقله الرواية التى فيها ذكر البريد، كما فى رواية أبى هريرة عند أبى داود، وقد أخرجه الحاكم والبيهقى وقد ورد من حديث