كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[كلام العلماء في جواز قطع الخطبة لأمر يحدث]-
(13) باب قصة الذين انقضوا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) في خطبة الجمعة
(1607) عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال قدمت عيرٌ (1) مرَّةً المدينة ورسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يخطب (2) فخرج النَّاس وبقي
__________
تخصص بمن كلم الامام أو كله الامام، لأنه لا يشتغل بذلك عن سماع خطبته، وقد ثبت أن النبى صلى الله عليه وسلم سأل رجلاً هل صليت؟ فأجابه وسأل عمر عثمان حين دخل وهو يخطب فأجابه، وحديث أبى رفاعة المذكور فى أحاديث الباب، فهذه الأحاديث مخصصة لتلك جمعاً بين الأخبار وتوفيقاً بينها {وفى حديث أبى رفاعة} استحباب تلطف السائل فى عبارته وسؤاله العالم، وفيه تواضع النبى صلى الله عليه وسلم ورفقه بالمسلمين وشفقته عليهم وخفض جناحه لهم، وفيه المبادرة الى جواب المستفتى وتقديم أهم الأمور فأهمها، ولعله كان سأل عن الأيمان وقواعده المهمة؛ وقد اتفق العلماء على أن من جاء يسأل عن الايمان وكيفية الدخول فى الاسلام وجب إجابته وتعليمه على الفور، وفيه جواز قطع الخطبة لمثل هذا واستئنافها إن كان الفصل طويلاً وإلا فلا، أفاده النووى، ويقال مثل ذلك فى حديث بريدة فى قضية الحسن والحسين رضى الله عنهما والله أعلم.
(1607) عن جابر بن عبد الله {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا ابن إدريس عن حصين عن سالم بن أبى الجعد عن جابر "الحديث" {غريبه} (1) العير بكسر العين الأبل التي تحمل التجارة طعاماً كانت أو غيره، وهى مؤنثة لا واحد لها من لفظها، ولابن مردويه عن ابن عباس جاءت عير لعبد الرحمن بن عوف، ووقع عند الطبرانى عن أبى مالك أن الذى قدم بها من الشام دحية بن خليفة الكلبى، وكذلك فى حديث ابن عباس عند البزار، وجمع بين الروايتين بأن التجارة كانت لعبد الرحمن، وكان دحية السفير فيها أو كان مقارضاً، ووقع فى رواية ابن وهب عن الليث أنها كانت لوبرة الكلبى، ويجمع بأنه كان رفيق دحية، أفاده الحافظ (2) ظاهره أن الانقضاض وقع حال الخطبة، لكن جاء فى راية البخارى بلفظ "بينما نحن نصلى مع النبى صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت غير الحديث" وظاهر هذه الرواية أن الانقضاض وقع بعد دخولهم فى الصلاة، ويؤيد الرواية الأولى ما عند مسلم من طريق أبى بكر بن أبى شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس بسند رواية الامام احمد، وفيه قال ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، وما عند أبى عوانة من طريق عباد بن العوام، وعند ابن حميد من طريق سلمان بن بشر كلاهما عن حصين به بلفظ يخطب، وكذا وقع عند البرار من حديث ابن عباس، وعند الطبرانى فى الأوسط من حديث أبى هريرة؛ وعلى هذا فقوله "نصلي" أي