كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[سبب مشروعية العيدين وكراهة تشبه المسلمين بغيرهم في أعيادهم]-
المدينة (1) ولهم يومان يلعبون فيهما (2) فى الجاهليَّة فقال إنَّ الله تبارك وتعالى قد أبدلكم بهما خيرًا منهما يوم الفطر ويوم النَّحر (3)
(1622) ز عن عبد الرَّحمن بن عقبة بن الفاكه عن جدِّه الفاكه بن
__________
أبي عدي عن حميد عن أنس "الحديث" {غريبه} (1) يعنى أول قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة بعد ما هاجر من مكة (2) قيل هما يوما النيروز والمهرجان، والنيروز هو أول يوم تتحول فيه الشمس إلى برج الحمل ويكون عادة في شهر برمهات من الأشهر القبطية، وهو أول السنة الشمسية كما أن غرة المحرم أول السنة القمرية، والمهرجان أول يوم تتحول فيه الشمس إلى برج الميزان كما يظهر من مقابلته بالنيروز، ويكون عادة فى شهر توت من الأشهر القبطية أيضاً، وهما يومان معتدلان في الهواء والحرارة والبرودة، ويستوى فيهما الليل والنهار، قيل اختارهما الحكماء المتعلقون بالهيئة اللعيد في أيامهم وقلدهم أهل زمانهم فجاء الشرع بهدم ذلك وغبطاله، وأفاده صاحب التنقيح (3) أى لأن يومى الفطر والنحر بتشريع الله تعالى واختياره لخلقه ولأنهما يعقبان أداء ركنين عظيمين من أركان الإسلام وهما الحج والصيام، وفيهما يغفر الله للحجاج والصائمين وينشر رحمته على جميع خلقه الطائعين، أما النيروز والمهرجان فانهما باختيار حكماء ذاك الزمان لما فيهما من اعتدال الزمن والهواء ونحو ذلك من المزايا الزائلة؛ فالفرق بين الميزيتين ظاهر لمن تأمل ذلك، وسمى اليوم الأول يوم الفطر لكونه أول يوم يفطر الصائمون كما سمى اليوم الثانى بيوم النحر لأنه تنحر فيه الضحايا تقرباً الى الله عز وجل (وفي الشرح الكبير للرافعى) يروى أن أول عيد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عيد الفطر من السنة الثانية من الهجرة ولم يزل يواظب على العيدين حتى فارق الدنيا، ولم يصلها بمنى لأنه كان مسافراً كما لم يصل الجمعة اهـ قال الحافظ في التلخيص لم أره في حديث لكن اشتهر في السير أن أول عيد شرع عيد الفطر وأنه في السنة الثانية من الهجرة والباقى كأنه مأخوذ من الاستقراء، وقد احتج أبو عوانة الاسفرايينى في صحيحه بأنه صلى الله عليه وسلم لم يصل العيد بمنى بحديث جابر الطويل فان فيه أنه صلى الله عليه وسلم رمى جمرة العقبة ثم أتى المنحر فنحر ولم يذكر الصلاة، وذكر المحب الطبرى عن إمام الحرمين أنه قال يصلى بمنىً، وكذا ذكره ابن حزم في حجة الوداع واستنكر ذلك منه اهـ {قلت} حديث جابر الذي أشار اليه الحافظ سيأتى بطوله في باب صفة حج النبى صلى الله عليه وسلم من كتاب الحج إن شاء الله تعالى {تخريجه} (د. نس. مذ. هق. ك)
(1622) "ز" عن عبد الرحمن بن عقبة {سنده} حدثنا عبد الله حدثني قال