كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[كلام العلماء في التجمل للعيدين وعدم التشبه بالمشركين في أعيادهم]-
.....
__________
أصبهان عن أنس، وعند اللقضاعى عن طاوس مرسلاً وصححه ابن حبان، والغرض من ذلك تنفير المسلمين عن موافقة أهل الكتاب في كل ما اختصوا به، وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتى قالت اليهود إن محمداً يريد أن لا يدع شيئاً من أمرنا إلا خالفنا فيه؛ لكن المسلمون الآن قد خالفوا هدى نبيهم وتشبهموا بأهل الكتاب في عاداتهم وأعيادهم؛ خصوصاً اليوم الذى يسمونه شم النسم حيث يحتفل به المسلمون في مصر ويتخذونه عيداً ويوم عطلة رسمية ويستعدون له أكثر مما يستعد له أهل الكتاب، فهذا منكر لا يرضى الله ولا رسوله ولا يجوز فعله لمسلم، ولم يقتصروا على هذا بل تشهبوا بهم في كل شيء ضار، ولو أخذنا نذكر ذلك لطال بنا المقام، ومن أراد الزيادة فعليه بكتاب المدخل لابن الحجاج رحمه الله فقد وفىَّ الموضوع حقه، والله نسأل أن يرشد هذه الأمة الى التيقظ من سباتها والاهتداء بهدى نبيها صلى الله عليه وسلم {وفي أحاديث الباب أيضاً} ماي ستدل به على استحباب الغسل للعيدين وإن كان الحديث ضعيفاً، لكن ثبت فعله عن كثير من الصحابة (قال الحافظ ابن القيم في الهدى) وكان صلى الله عليه وسلم يغتسل للعيدين؛ صح الحديث فيه؛ وفيه حديثان ضعيفان، حديث ابن عباس من رواية جبارة بن مغلس، وحديث الفاكه بن سعد من رواية يوسف بن خالد السمتى، ولكن ثبت عن ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة أنه كان يغتسل يوم العيد قبل خروجه اهـ {قلت} وباستحبابه قال جمهور العلماء منهم الأئمة الأربعة {أبو حنيفة ومالك والشافعى واحمد} وثبت فعله عن كثير من الصحابة والتابعين {ومنها} استحباب التجمل للعديين بالثياب الحسنة الجميلة لما قدمنا من رواية البخارى من قول عمر رضى الله عنه يا رسول الله ابتع هذه فتجمل بها للعيد والوفد، ووجه الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية التجمل للعيد تقريره صلى الله عليه وسلم لعمر على أصل التجمل للعيد وقصر الأنكار على من لبس مثل تلك الحلة لكونها كانت حريراً، وقال الداودى ليس في الحديث دلالة على ذلك، وأجاب ابن بطال بأنه كان معهوداً عندهم أن يلبس المرء أحسن ثيابه للجمعة وتبه ابن التين، والاستدلال بالتقرير أولى، أفاده الشوكانى {قلت} وفي الباب عن ابن عباس رضى الله عنهما قال "كان رسول الله صلى الله يلبس يوم العيد بردة حمراء" أورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى في الأوسط ورجاله ثقات اهـ {وفي الباب} أيضاً عن جابر عند ابن خزيمة أن النبى صلى الله علهي وسلم كان يلبس برده الأحمر في العيدين وفي الجمعة {وفي مسند الشافعى} عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده "أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يلبس برد حبرة في كل عيد" فهذه الأحاديث مع ما ثبت من الآثار تدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يتجمل للعيد بالثياب الحسنة (قال الحافظ ابن القيم في الهدى) وكان صلى الله عليه وسلم يلبس للخروج اليهما (يعنى العيدين) أجمل ثيابه وكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة، ومرة كان يلبس بردين أخضرين ومرة بردا أحمر