كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[إستحباب المشي إلى العيدين والتطيب لهما بأجود الطيب]-
....
__________
ليس هو أحمر مصمتاً كما يظنه بعض الناس، فانه لو كان كذلك لم يكن برداً، وإنما فيه خطوط حمر كالبرود اليمنية، فسمى أحمر باعتبار ما فيه من ذلك، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم من غير معارض النهي عى لبس المعصفر والأحمر؛ وأمر عبد الله بن عمر لمَّا رآى عليه ثوبين أحمرين أن يحرقهما فلم يكن ليكره الأحمر هذه الكراهة الشديدة ثم يلبسه، والذى يقوم عليه الدليل تحريم لباس الأحمر أو كراهيته كراهية شديدة اهـ {ومنها} استحباب مخالفة الطريق بحيث يخرج اليهما من طريق ويرجع من أخرى، وتقدم كلام العلماء في الحكمة في ذلك، وبه قال كافة العلماء فيما أعلم والله الموفق {فائدة} أورد صاحب المنتقى حديثاً عن على رضى الله عنه أنه قال "من السنة أن يخرج الى العيد ماشياً وأن يأكل شيئاً قبل أن يخرج" رواه الترمذى وقال حديث حسن اهـ (قال النووى) ليس هو حسناً ولا يقبل قول الترمذى في هذا، فان مداره على الحارث الأعور واتفق العلماء على تضعيفه، قال الشعبى وغيره كان الحارث كذاباً اهـ ج {قلت} الحديث أولد الشوكانى له شواهد عن ابن عمر وسعد القرظ وأبى رافع ثلاثتهم عند ابن ماجه، وعن سعد بن أبى وقاص عند البزار وكلها لا تخلو من مقال، وقال في شرحه "قوله من السنة أن لا يخرج ماشياً" فيه مشروعية الخروج الى صلاة العيد والمشى اليها وترك الركوب، وقد روى الترمذى ذلك عن أكثر أهل العلم، وحديث الباب وإن كان ضعيفاً فما ذكرنا من الأحاديث الواردة بمعناه تقوية وهذا حسنه الترمذى، وقد استدل العراقى لاستحباب المشى في صلاة العيد بعموم حديث أبى هريرة المتفق عليه "أن النبى صلى الله عليه وسلم قال إذا أتيتم الصلاة فأتوها وأنتم تمشون" فهذا عام في كل صلاة تشرع فيها الجماعة الصلوات الخمس والجمعة والعيدين والكسوف والاستسقاء، قال وقد ذهب أكثر العلماء إلى أنه يستحب أن يأتى الى صلاة العيد ماشياً، فمن الصحابة عمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب، ومن التابعين ابراهيم النخعى وعمر بن عبد العزيز، ومن الأئمة سفيان الثورى {والشافعى وأحمد} وغيرهم، وروى عن الحسن البصرى أنه كان يأتى صلاة العيد راكباًن ويستحب أيضاً المشى في الرجوع كما فى حديث ابن عمر وسعد القرظ ولفظه "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الى العيد ماشياً ويرجع ماشياً" وروى البيهقى في حديث الحارث عن علىّ أنه قال "من السنة أن تأتي العيد ماشياً ثم تركب اذا رجعت" قال العراقى وهذا أمثل من حديث ابن عمر وسعد القرظ، وهو الذى ذكره أصحابنا يعنى الشافعية اهـ {قلت} ويستحب أيضاً للرجال التجمل للعيدين بالطيب وكل رائحة طيبة لما رواه الحسن بن على رضى الله عنهما "قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتطيب بأجود ما نجد في العيد" أورده الحافظ في التلخيص وقال رواه الطبرانى في الكبير والحاكم في المستدرك وفضائل الأوقات للبيهقى من طريق إسحاق بن بزرج عن الحسن، وقيل عن إسحاق عن زيد عن الحسن،

الصفحة 123