كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[إستحباب الأكل قبل الخروج لعيد الفطر وتأخيره بعد صلاة عيد الأضحى]-
قال فلم أدع أن آكل (1) قبل أن أغدو منذ سمعت ذلك من ابن عبَّاس فآكل من طرف الصَّريقة (2) الأكلة أو أشرب اللَّبن أو الماء، قلت فعلام يؤوَّل هذا؟ قال سمعه أظنٌّ عن النَّبى صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، قال كانوا لا يخرجون حتَّى يمتدَّ الضُّحى فيقولون نطعم لئلاَّ نعجل عن صلاتنا
(1632) عن أبى سعيدٍ الخدريِّ رضى الله عنه قال كان رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم يفطر يوم الفطر قبل أن يخرج، وكان لا يصلِّى قبل الصَّلاة، فإذا قضى صلاته صلَّى ركعتين
__________
أنا ابن جريج "الحديث" {غريبه} (1) القائل هو عطاء الراوى عن ابن عباس (2) الصريقة بالقاف بوزن الطريقة الرقاقة وجمعها صُرُق وصرائق كطرق وطرائق، قال في النهاية روى الخطابى في غريبه عن عطاء أنه كان يقول لا أغدو حتى آكل من طرف الصريفة وقال هكذا رو بالفاء وإنما هو بالقاف اهـ (وقوله الأكلة) بضم الهمزة اللقمة وبفتحها المرة من الأكل يريد أنه يتناول شيئاً قليلاً من الخبز أو اللبن أو الماء (وقوله فعلام يؤوّل هذا) معناه أن ابن جريج قال لعطاء فعلام يؤول قول ابن عباس هل هو من قوله أو من قول النبى صلى الله عليه وسلم؟ فقال عطاء أظن أنه سمعه من النبى صلى الله عليه وسلم (وقوله كانوا لا يخرجون) هو جواب عن سؤال مقدر تقديره "ما الحكمة في اتسحباب الأكل قبل الخروج لصلاة عيد الفطر؟ " فقال كانوا لا يخرجون الخ، وفيه استحباب تأخير الخروج لصلاة عيد الفطر أيضاً، وسيأتى في أحكام الباب ما يعضد ذلك والله أعلم {تخريجه} أورده الهيثمى وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح والطبرانى
(1632) عن أبى سعيد الخدرى {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا زكريا بن عدى أنا عبيد الله عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدرى "الحديث" {تخريجه} (عل. بز} وفي إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل تكلم فيه قوم ووثقه آخرون وتوثيقه أرجح، ورواه الطبرانى في الأوسط ولفظه "ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطعم يوم الفطر قبل أن يغدو ويأمر الناس بذلك، قال الهيثمى في إسناده الواقدى وفيه كلام كثير اهـ

الصفحة 128