كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[كلام العلماء في تعجيل الأكل في عيد الفطر وتأخيره في الأضحى]-
.....
__________
ك. هق) الى قوله حتى يأكل تمرات، ولم أقف على هذه الزيادة لغير الأمام أحمد {وفى الباب} عن ابن عباس رضى الله عنهما بلفظ "من السنة أن لا يخرج حتى يطعم ويخرج صدقة الفطر" رواه (طب. هق) وفي إسناده الحجاج بن أرطأة مختلف فيه (وفي لفظ) "من السنة أن يطعم قبل أن يخرج" رواه البزار قال العراقى وإسناده حسن {ولمالك في الموطأ} عن سعيد بن المسيب "أن الناس كانوا يؤمرون بالأ: ل قبل الغدوّ يوم الفطر" وفي الباب غير ذلك {الأحكام} أحاديث الباب تدل على مشروعية تعجيل الأكل يوم الفطر قبل الخروج الى الصلاة والى استحباب ذلك ذهب جميع العلماء، قال ابن قدامة ولا نعلم في استحباب ذلك خلافاً اهـ ويستحب أن يكون تمر أو أن يكون وتراً {فان قيل} ما لاحكمة في تعجيل الأكل يوم الفطر وكونه تمر أو كونه وتراً فنقول {أما تعجيل الأكل} فقد قال ابن المهلب الحكمة فيه أن لا يظن ظان لزوم الصوم حتى يصلى العيد، فكأنه أراد سد هذه الذريعة، وقال غيره لماّ وقع وجوب الفطر عقب وجوب الصوم استحب تعجيل الفطر مبادرة الى امتثال أمر الله تعالى بتمامه، أشار إلى ذلك ابن أبى حمزة {وأما كونه تمراً} فاتباعاً لفعله صلى الله عليه وسلم ولما فيه من الحلاوة، ومن خواص الحلو تقوية البصر لا سيما بعد الصوم الذي يضعفه ولأنه يُسرُّ بتعاطى الحلو أكثر من غيره، ومن ثم استحب بعض التابعين أن يفطر على الحلو مطلقاً كالعسل؛ رواه ابن أبى شيبة عن معاوية بن قرة وابن سيرين وغيرهما، وقد أخرج الترمذى عن سلمان "اذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فانه بركة، فان لم يجد فليفطر على ماء فانه طهور" {وأما كونه وتراً} فالأشارة إلى الوحدانية، وكذلك كان يفعل صلى الله عليه وسلم في جميع أموره تبركاً بذلك، ذكره في الفتح {وفي أحاديث الباب أيضاً} استحباب تأ×ير الفطر يوم الأضحى، والحكمة في ذلك أنه يوم تشرع فيه الأضحية والأكل منها فشرع له أن يكون فطره على شيء منها، قاله ابن قدامة {قلت} ويستحب أن يكون من الكبد لما في رواية البيهقى "وكان اذا رجع أكل من كبد أضحيته" قال الزين بن المنير وقع أكله صلى الله عليه وسلم في كل من العيدين في الوقت المشروع لأخراج صدقتهما الخاصة بهما، فاخراج صدقة الفطر قبل الغدوّ الى المصلى وإخراج صدقة الأضحية بعد ذبحها اهـ (وفى الحديث الأول) من أحاديث الباب إشارة إلى تأخير وقت صلاة عيد الفطر {وقد جاء في تأخيرها وتعجيل صلاة الأضحى أحاديث} (منها) عن جندب رضى الله عنه عند (أحمد بن حسن البنا) في كتاب الأصاحى قال "كان النبى صلى الله عليه وسلم يصلى بنا يوم الفطر والشمس على قيد رمحين والأضحى على قيد رمح" أورده الحافظ في التلخيص ولم يتكلم عليه {ومنها} ما رواه الأمام الشافعى في مسنده قال أخبرنا إبراهيم بن محمد أخبرني ابن الحويرث الليثى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب

الصفحة 130