كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[إتفاق العلماء على مشروعية الخطبة للعيدين بعد الصلاة]-
.....
__________
{وأخرج نحوه البيهقى} من حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال "السنة أن تفتتح الخطبة بتسع تكبيرات تترى والثانية بسبع تكبيرات تترى" {وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة} قال "السنة أن يخطب الأمام فى العيدين خطبتين يفصل بينهما بجلوس" رواه الأمام الشافعى في مسنده {وعن جابر بن عبد الله} رضى الله عنهما قال "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فطر أو أضحى فخطب قائما ثم قعد قعدة ثم قام" رواه ابن ماجه وفى إسناده إسماعيل بن مسلم الخولانى وقد أجمعوا على ضعفه {الأحكام} في أحاديث الباب مع ما ذكرنا فى الشرح دليل على مشروعية الخطبة للعيدين بعد الصلاة وعليه عمل السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الأئمة إلا ما خالف فيه بنو أمية ولا يعتد بخلافهم كما قال ابن قدامة لأنه مسبوق أيضا بالاجماع {وفيها} اذا فرغ الأمام من الصلاة استقبل الناس بوجهه وخطب قائما أو على راحلته لثبوت ذلك عن النبى صلى الله عليه وسلم، ولأنه لم يكن فى المصلى فى زمانه صلى الله عليه وسلم منبر كما يستفاد من أحاديث الباب (ولما عند الامام أحمد) عن أبى كاهل رضى الله عنه قال "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم عيد على ناقة خرماء وحبشى ممسك بخطامها" وسيأتى في باب الخطبة يوم النحر بمنى من كتاب الحج (ولما رواه سعيد) قال حدثنا هشيم حدثنا حصين حدثنا أبو جميلة قال طرأيت عليا صلى يوم عيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة ثم خطب على دابته ورأيت عثمان بن عفان يخطب على راحلته، ورأيت المغيرة بن شعبة يخطب على راحلته" {وفيها} أنه يخطب خطبتين يفصل بينهما بجلوس كخطبتى الجمعة إلا أنه يكبر قبل الأولى تسع تكبيرات تترى، وقبل الثانية سبع تكبيرات تترى كما جاء مصرحا بذلك في حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وتقدم في الشرح قبل الأحكام، وعبيد الله المذكور أحد فقهاء التابعين، وليس قول التابعى من السنة ظاهراً في سنة النبى صلى الله عليه وسلم وليس بحجة. لكن العمل على هذا عند جمهور العلماء (قال الحافظ ابن القيم في الهدى) وكان صلى الله عليه وسلم يفتتح خطبه كلها بالحمد لله، ولم يحفظ عنه في حديث واحد أنه كان يفتتح خطبتى العيدين بالتكبير، وإنما روى ابن ماجه في سننه عن سعد مؤذن النبى صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يكثر التكبير أضعاف الخطبة ويكثر التكبير فى خطبتى العيد، وهذا لا يدل على أنه كان يفتتحها به {وقد اختلف الناس} في افتتاح خطبتى العيدين والاستسقاء، فقيل يفتتحان بالتكبير، وقيل يفتتح خطبة الاستسقاء بالاستغفار وقيل يفتتحان بالحمد، قال شيخ الاسلام بن تيمية هو الصواب، لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال "كل أمر ذى بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجذم" وكان يفتتح خطبه كلها بالحمد لله اهـ {وفي أحاديث الباب ايضا} مشروعية افتتاح الخطبة بحمد الله ثم الثناء عليه والوعظ والأمر بالطاعة والنهي عن المعصية، فإن كان في عيد الفطر أمرهم بصدقة الفطر وبيَّن لهم وجوبها وثوابها وقدر المخرج وجنسه وعلى من تجب والوقت الذي يخرج فيه، وفي الأضحى يذكر الأضحية

الصفحة 155