كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من كرم الأخلاق وحسن معاشرته لأزواجه والرفق بهن]-
(10) باب الضرب بالدف واللعب يوم العيد
(1667) عن عائشة رضى الله عنها أن الحبشة كانوا يلعبون (1) عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى يوم عيدٍ قالت فاطَّلعت من فوق عاتقه (2) فطأطأ لى رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم منكبيه فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حتَّى شبعت (3) ثمَّ انصرفت
(1668) عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها
__________
قبلها ولا بعدها" فإن صح كان دليلاً على المنع مطلقا لأنه نفى في قوة النهى وقد سكت عليه الحافظ فينظر فيه {قلت} حديث عبد الله بن عمرو الذى عزاه الحافظ للامام أحمد لم أقف عليه في مسنده، فان صح عزوه اليه يكون في كتبه الأخرى غير المسند والله أعلم
(1667) عن عائشة رضى الله عنه {سنده} حديثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا ابن نمير قال ثنا هشام عن أبيه عن عائشة "الحديث" {غريبه} (1) في الرواية الثانية "يلعبون في المسجد" وكذلك عند مسلم والنسائى وغيرهما، قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في تمكين النبي صلى الله عليه وسلم الحبشة من اللعب في المسجد دليل على جواز ذلك فلم كره العلماء اللعب في المساجد؟ قال والجواب أن لعب الحبشة كان بالسلاح، واللعب بالسلاح مندوب اليه للقوة على الجهاد، فصار ذلك من القُرَب كأقراء علم وتسبيح وغير ذلك من القرب، لأن ذلك كان على وجه الندور، والذى يفضى الى امتهان المساجد إنما هو أن يتخذ ذلك عادة مستمرة، ولذلك قال الشافعى رضى الله عنه لا أكره القضاء في المسجد المرة والمرتين، وإنما أكرهه على وجه العادة اهـ (2) أى كانت تنظر إليهم وهى خلف النبى صلى الله عليه وسلم فكان عاتقه يحجبها عن النظر فطأطأ لها يعنى انحنى قليلا وخفض ظهره لها لتتمكن من النظر اليهم، وظاهر هذا يدل على جواز نظر المرأة إلى الرجال وهم يلعبون، قال النووى رحمه الله يحتمل أن يكون ذلك قبل بلوغ عائشة، أو قبل نزول الآية في تحريم النظر، أو كانت تنظر إلى لعبهم بحرابهم لا الى وجوههم وأبدانهم وإن وقع بلا قصد أمكن أن تصرفه في الحال (3) في رواية مسلم والنسائى حتى إذا مللت (أي سئمت النظر) قال حسبك (أي هل يكفيك هذا القدر؟) قلت نعم، قال فاذهبى {تخريجه} (م. نس. وغيرهما)
(1668) عن عروة بن الزبير عن عائشة {سنده} حدثنا عبد الله حدثني

الصفحة 161