كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[جواز الضرب بالدف والغناء المباح في أيام السرور]-
(1669) عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله عنها أنَّ أبا بكرٍ دخل عليها ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) عندها يوم فطرٍ أو أضحى وعندها جاريتان تضربان بدفَّين فانتهرهما أبو بكرٍ رضى الله عنه فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دعنا يا أبا بكرٍ، إنَّ لكلِّ قومٍ عيدًا، وإنَّ عيدنا هذا اليوم (وعنها من طريقٍ ثانٍ) (1) قال دخل علينا أبو بكرٍ فى يوم عيدٍ وعندنا جاريتان تذكران يوم بعاث (2) يومٌ قتل فيه صناديد الأوس والخزرج، فقال أبو بكرٍ عباد اله أمزمور الشَّيطان؟ عباد الله أمزمور (3) الشيَّطان؟ عباد الله أمزمور الشَّيطان؟ قالها ثلاثًا: فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم يا أبا بكرٍ إنَّ لكلِّ قومٍ عيدًا، وإنَّ اليوم عيدنا
__________
وللبخاري بعضه وفيه فانتهرنى وقال مزمارة الشيطان عند النبى صلى الله عليه وسلم "الحديث"
(1669) عن هشام بن عروة {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن هشام بن عروة "الحديث" (1) وعنها من طريق ثان {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عفان ثنا جماد بن سلمة قال ثنا هشام بن عروة عن عروة عن عائشة قالت دخل علينا أبو بكر "الحديث" {غريبه} (2) بضم الباء الموحدة وبالعين المهملة، ويجوز صرفه وترك صرفه وهو الأشهر، وهو اسم حصن للأوسط جرى الحرب في هذا اليوم عند هذا الحصن بين قبيلتى الأنصار "الأوسط والخزرج" في الجاهلية وكان الظهور فيه للأوسط؛ واستمرت بينهما مائة وعشرين سنة، ثم ز الت ببركة قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه نزل قوله تعالى {لو أنفقت ما فى الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم} (3) هو بضم الميم الأولى وفتحها والضم أشهر ولم يذكر القاضى عياض غيره، ويقال أيضاً مزمار بكسر الميم وأصله صوت بصفير، والزمير الصوت الحسن، ويطلق على الغناء أيضاً، قال النووى رحمه الله فيه أن مواضع الصالحين وأهل الفضل تنزع عن الهوى واللغو ونحوه وإن لم يكن فيه إثم، وفيه ان التابع للكبير إذا رأى بحضرته ما يستنكر أو لا يليق بمجلس الكبير ينكره ولا يكون بهذا افتياتاً على الكبير، بل هو أدب ورعاية حرمة وإجلال للكبير من أن يتولى ذلك بنفسه وصيانة لمجلسه، وإنما سكت النبى صلى الله عليه وسلم عنهن لأنه مباح لهن وتسجَّى بثوبه وحول وجهه إعراضاً عن اللهعو ولئلا يستحين ويقطعن ما هو مباح لهن، وكان هذا من رأفته صلى الله عليه وسلم، وحلمه وحسن خلقه اهـ {تخريجه} (ق. وغيرهما)