كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[كلام العلماء في حكم نظر المرأة إلى رجل أجنبي]-
قال ما من شيءٍ كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلاَّ وقد رأيته إلاَّ شيئًا واحدًا أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يقلَّس له (1) يوم الفطر، قال جابر هو اللَّعب
__________
أبي ثنا أبو النضر ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر "الحديث" {غريبه} (1) التقليس قيل هو الضرب بالدف والغناء، قال الحافظ السيوطى قال يوسف بن عدى التقليس أن تقعد الجوارى والصبيان على أفواه الطرق يلعبون بالطبل وغير ذلك، وقيل هو الضرب بالدف اهـ وفى النهاية المقلِّسون الذين يلعبون بين يدى الأمير اذا وصل البلد اهـ والظاهر أنهم كانوا يظهرون آثار الفرح والسرور عند صلى الله عليه وسلم وهو يقررهم على ذلك كما قرر الجارية التى نذرت ضرب الدف بين يديه على ذلك، والجاريتان اللتان كانتا تغنيان عند عائشة {تخريجه} (جه) وقال البوصيرى في زوائد ابن ماجه إسناد حديث قيس صحيح ورجاله ثقات {الأحكام} أحاديث الباب تدل على جواز اللعب بالحراب ونحوها من آلات الحرب يوم العيد في المسجد ويلتحق بذلك ما في معناه من الأسباب المعينة على الجهاد وأنواع البر {وفيها أيضاً} جواز الضرب بدف العرب يوم العيد والغناء الخالى من التكسير والغزل ونحو ذلك مما يثير النفوس، قال النووى رحمه الله وفيه (يعنى حديث لعب الحبشة بالحراب) جواز نظر النساء إلى لعب الرجال من غير نظر إلى نفس البدن، وأما نظر المرأة إلى وجه الرجل الأجنبى فان كان بشهوة فحرام بالاتفاق، وإن كان بغير شهوة ولا مخافة فتنة ففى جوازه وجهان لأصحابنا، أصحهما تحريمه لقوله تعالى {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن} ولقوله صلى الله عليه وسلم لأم سلمة وأم حبيبة "احتجبا عنه" أى عن ابن أم مكتوم، فقلنا إنه أعمى لا يبصرنا، فقال صلى الله عليه وسلم "أفعمياوان أنتما؟ أليس تبصرانه؟ " وهو حديث حسن رواه الترمذى وغيره، وقال الترمذى هو حديث حسن {قلت ورواه الأمام أحمد أيضاً وسيأتى في محله} قال وعلى هذا أجابوا عن حديث عائشة بجواربين وأقواهما أنه ليس فيه أنها نظرت إلى وجوههم وأبدانهم، وإنما نظرت لعبهم وحرابهم، ولا يلزم من ذلك تعمد النظر إلى البدن؛ وإن وقع النظر بلا قصد صرفته في الحال (والثانى) لعل هذا قبل نزول الآية في تحريم النظر وانها كانت صغيرة قبل بلوغها فلم تكن مكلفة على قول من يقول إن للصغير المراهق النظر والله أعلم اهـ {قلت} الجواب الأول أقوى كما قال ولأن الجواب الثانى يخالفه ما ورد في رواية ابن حبان أن ذلك وقع لمَّا قدم وفد الحبشة، وكان قدومهم سنة سبع فيكون عمرها خمس عشرة سنة، واستظهر الحافظ أن ذلك وقع بعد بلوغها {وفي حديث عائشة أيضاً} الرفق بالمرأة واستجلاب مودتها وبيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الرأفة والرحمة وحسن الخلق والمعاشرة