كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[فضل العمل في أيام عشر ذي الحجة]-
أيامٍ العمل الصَّالح فيها أحبُّ إلى الله عزَّ وجلَّ من هذه الأيَّام يعنى أيَّام العشر (1) قال قالوا يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله؟ (2) قال ولا الجهاد فى سبيل الله إلاَّ رجلٌ (3) خرج بنفسه وماله، ثمَّ لم يرجع من ذلك بشيءٍ (4)
(1673) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم مثله
__________
{غريبه} (1) أي عشر ذي الحجة كما صرح بذلك في رواية أبى داود الطيالسى بلفظ "ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة الحدجيث" وفى حديث جابر في صحيحى أبى عوانة وابن حبان "ما من أيام أفضل عند الله من عشر ذى الحجة" فالمراد بالأيام فى حديث الباب عشر ذى الحجة (2) سؤالهم هذا يدل على تقرير أفضلية الجهاد عندهم، وكأنهم استفادوه من قوله صلى الله عليه وسلم في جواب من سأله عن عمل يعدل الجهاد "فقال لا أجده" كما في البخاري من حديث أبى هريرة (3) هو على حذف مضاف أى الأعمل رجل (4) أي فيكون أفضل من العامل في أيام العشر أو مساوياً له، قال ابن بطال هذا اللفظ يحتمل أمرين أن لا يرجع بشيء من ماله وإن رجع هو، وأن لا يرجع هو ولا ماله بأن رزقه الله الشهادة، وتعقبه الزين بن المنير بأن قوله لم يرجع من ذلك بشيء يستلزم أن يرجع بنفسه ولا بد اهـ قال الحافظ وهو تعقب مردود، فان قوله لم يرجع بشيء نكرة في سياق النفى فتعم ما ذكر؛ وقد وقع في رواية الطيالسى وغندر وغيرهما عن شعبة، وكذا في أكثر الروايات "فلم يرجع من ذلك بشيء" قال والحاصل أن نفى الرجوع بالشيء لا يستلزم إثبات الرجوع بغير شيء؛ بل هو على الاحتمال كما قال ابن بطال اهـ {تخريجه} (خ. د. مذ. جه).
(1673) وعن عبد الله بن عمرو {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا اسماعيل ثنا يحيى بن أبى إسحاق حدثنى عبدة بن أبى لبابة عنه حبيب بن أبى ثابت حدثنى أبو عبد الله مولى عبد الله بن عمرو ثنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما ونحن نطوف بالبيت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من أيام أحب الى الله العمل فيهن من هذه الأيام، قيل ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد فى سبيل الله، الا من خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع حتى تهراق مهجة دمه" قال فلقيت حبيب بن ابى ثابت فسألته عن هذا الحديث فحدثنى بنحو من هذا الحديث، قال وقال عبدة هى الأيام العشر {تخريجه} لم أقف عليه لغير الامام أحمد وسنده جيد