كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[كلام العلماء في أيام التشريق وما المراد بالأيام المعلومات والأيام المعدودات]-
.....
__________
الأسواق حتى يرتج منىً تكبيراً" وهذا الأثر وصله عبد بن حميد، وفيه الأيام المعدودات أيام التشريق والأيام المعلومات أيام العشر، وروى ابن مردويه عن ابن عباس أن الأيام المعلومات هى التى قبل يوم التروية ويوم التروية ويوم عرفة، والمعدودات أيام التشريق (قال الحافظ) وإسناده صحيح، وظاهره إدخال يوم العيد في أيام التشريق، وقد روى ابن أبى شبيه عن ابن عباس أيضاً أن المعلومات يوم النحر وثلاثة أيام بعده، ورجح الطحاوى هذا لقوله تعالى "ليذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام" فإنه يشعر بأن المراد أيام النحر (قال الحافظ) وهذا لا يمنع تسمية أيام العشر معلومات ولا أيام التشريق معدودات، بل تسمية أيام التشريق معدودات متفق عليه، لقوله تعالى {واذكروا الله في أيام معدودات} الآية وقيل إنما سميت معدودات لأنها إذا زيد عليها شيء عُدَّ ذلك حصراً أي في حكم حصر العدد {وقد وقع الخلاف} في أيام التشريق، فمقتضى كلام أهل اللغة والفقه أن أيام التشريق ما بعد يوم النحر على اختلافهم هل هى ثلاثة أيو يومان؟ لكن ما ذكروه من سبب تسميتها بذلك بقتضى دخول يوم العيد فيها، وتقدم ما ذكره صاحب النهاية في سبب تسميتها في شرح حديث أبى هريرة، قال الحافظ وأظنهم أخرجوا يوم العيد منها لشهرته بلقب يخصه وهو العيد، وإلا فهى في الحقيقة تبع له في التسمية كما تبين من كلامهم اهـ {وفي الباب عن نافع عن ابن عمر} رضى الله عنهما أنه كان يغدو إلى المصلى يوم الفطر إذا طلعت الشمس فيكبر، وفي رواية "يرفع صوته بالتكبير حتى يأتى المصلىَّ يوم العيد ثم يكبر بالمصلى حتى إذا جلس الأمام ترك التكبير" رواه الأمام الشافعى في مسنده، وفيه ابراهيم بن محمد فيه مقال {وعنه أيضاً} عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان يخرج في العيدين مع الفضل بن عباس وعبد الله بن عباس وعلى وجعفر والحسن والحسين وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة وايمن بن أم أيمن رافعاً صوته بالتهليل والتكبير ويأخذ طريق الحدادين حتى يأتى المصلى" قال النووى رواه البيهقى مرفوعاً من طريقين ضعيفين؛ والصحيح أنه موقوف على ابن عمر، كذا قال البيهقى وإنما ذكره الشافعى موقوفاً، قال (وقوله يأخذ طريق الحدادين) قيل بالحاء وقيل بالجيم أي الذين يجدّون الثمار اهـ ج {الأحكام} في أحاديث الباب تعظيم قدر الجهاد وتفاوت درجاته، وأن الغاية القصوى فيه بذلك النفس لله {وفيها} تفضيل بعض الأزمنة على بعض كالأمكنة، وفضل أيام عشر ذى الحجة على غيرها من أيام السنة، وتظهر فائدة ذلك فيمن نذر الصيام أو علق عملاً من الأعمال بأفضل الأيام، فلو أفرد يوماً منها تعين يوم عرفة، لأنه على الصحيح أفضل الأيام العشر المذكور، فإن أراد أفضل أيام الأسبوع تعين يوم الجمعة جمعاً بين حديث الباب وحديث أبى هريرة مرفوعاً "خير يوم طلعت فيه الشمس فيه الجمعة" رواه مسلم