كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[ما ورد في إحياء ليلتي العيدين]-
أبواب صلاة الكسوف (*)
(1) باب مشروعية الصلاة لها وكيف ينادى بها
(1677) عن زياد بن علاقة قال سمعت المغيرة بن شعبة رضي الله
__________
بل ذكرهم التلبية، قال واعلم أن تكبير ليلة الفطر آكد من تكبير ليلة الأضحى على الأظهر وهو القول الجديد وقال في القديم عكسه، ودليل الجديد قول الله تعالى {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم} اهـ ج {فائدة فيما ورد في إحياء ليتى العيدين} روى عن عبادة بن الصامت رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قبله يوم تموت القلوب" رواه الطبراني في الأوسط والكبير {وعن أبى أمامة} رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال "من قال ليلتى العيدين محتبساً لم يمت قلبه يوم تموت القلوب" رواه ابن ماجه ورواته ثقات إلا أن بقية مدلس وقد عنعنه {وروى عن معاذ بن جبل} رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أحيا الليالي الخمس وجبت له الجنة، ليلة التروية. وليلة عرفة. وليلة النحر. وليلة الفطر. وليلة النصف من شعبان" رواه الأصبهاني، وهذه الأحاديث وإن كانت لا تخلو من ضعف إلا أنه يعضد بعضها بعضاً، وإحياء هذه الليالي يحصل بالاكثار من الطاعة وأفعال الخير، وتختص ليلتا العيدين بالاكثار فيهما من التكبير لورود ذلك، فان كان حاجا فليكثر من التلبية في ليلة عيد الأضحى {ولنختم هذه الأبواب} بحديث فيه فأل بحسن الختام تقدم بعضه في باب التهنئة بالعيد، وقد أتيت به هنا تاماً {روى سعيد بن أوس الأنصارى عن أبيه} رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطرق فنادوا اغدوا يا معشر المسلمين الى رب كريم يمن بالخير ثم يُثبت عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم، وأمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلوا نادى منادٍ ألا إن ربكم قد غفر لكم فارجعوا راشدين الى رحالكم فهو يوم الجائزة، ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة" رواه الطبراني في الكبير من رواية جابر الجعفى وهو ضعيف، لكن له شواهد تعضده والله أعلم.
(1677) عن زياد بن علاقة {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الرحمن
__________
(*) تكرر في الأحاديث ذكر الكسوف والخسوف للشمس والقمر، فرواه جماعة فيهما بالكاف ورواه جماعة فيهما بالخاء، ورواه جماعة فيهما بالكاف ورواه جماعة فيهما بالخاء، ورواه جماعة في الشمس بالكاف وفي القمر بالخاء، وكلهم رووا أنهما.

الصفحة 173