كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[هل الكسوف والخسوف شيئان أو شيء واحد وما معناهما]-
عنه يقول انكسفت الشَّمس على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوم مات إبراهيم (1) فقال النَّاس انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إنَّ الشَّمس
__________
ثنا زائدة عن زياد بن علاقة "الحديث" {غريبه} (1) يعنى ابن النبى صلى الله عليه وسلم وأمه مارية القبطية ولدته في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة وتوفى سنة عشر، ثبت في صحيح البخارى أنه توفى وله سبعة عشر أو ثمان عشر شهراً، هكذا ثبت على الشك، قال الواقدى وغيره توفى يوم الثلاثاء لعشر خلون من شهر ربيع الأول سنة عشر، ذكره النووى في تهذيب الأسماء واللغات {قلت} عند الامام أحمد من رواية البراء بن عازب أنه توفى وعمره ستة عشر شهراً، ومن رواية عائشة وعمره ثمانية عشر شهراً، وهذا لا يتفق مع سنة ميلاده إلا على رواية ستة عشر شهراً، فان أردنا الجمع بين الروايات يكون ميلاده متقدماً عن ذى الحجة بشهرين أى في شوال سنة ثمان، أو تكون وفاته متأخرة عن ربيع الأول بشهرين أى في جمادى الأولى سنة عشر، وعلى هذا فمن روى أن عمره ستة عشر شهراً فقد أخرج شهرى الميلاد والوفاة من العدة، ومن روى سبعة عشر شهراً فقد أدخل أحدهما
__________
آياتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، والكثير في اللغة وهو اختيار الفراء أن يكون الكسوف للشمس والخسوف للقمر، يقال كسفت الشمس وكسفها الله وانكسفت، وخَسف القمر وخسفه الله وانخسف (نه) ثم جمهور أهل العلم وغيرهم على أن الخسوف والكسوف يكون لذهاب ضوئهما كله، ويكون لذهاب بعضه، وقال جماعة منهم الامام الليث بن سعد الخسوف في الجميع، والكسوف في بعض، وقيل الخسوف ذهاب لونهما، والكسوف تغيره، والكسوف لغة التغير إلى السواد، يقال كَسفت الشمس اذا استودت، وسببه حيلولة القمرين الأرض والشمس، والخسوف لغة الذهاب، يقال خَسف القمر اذا ذهب ضوءه، وسببه حيلولة الأرض بين القمر والشمس، قال الحافظ والمشهور في استعمال الفقهاء أن الكسوف للشمس والخسوف للقمر واختاره ثعلب، وذكر الجوهرى أنه أفصح، وقيل يتعين ذلك، قال وحكى عياض عن بعضهم عكسه وغلَّطه لثبوته بالخاء في القمر في القرآن (قال الحافظ) ولا شك أن مدلول الكسوف لغة غير مدلول الخسوف، لأن الكسوف التغير إلى سواد، والخسوف النقصان وقيل غير ذلك اهـ وقد روى عن عروة أنه قال لا تقولوا كسفت الشمس، ولكن قولوا خسفت (قال الحافظ) وهذا موقوف صحيح رواه سعيد بن منصور عنه، وأخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى عنه، لكن الأحاديث الصحيحة المذكورة في الباب وغيرها ترد ذلك اهـ وهذه الصلاة مشروعة بالسنة والإجماع