كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[حجة القائلين بأن صلاة الكسوف ركعتان في كل ركعة ركوعان وسجودان]-
عائشة ما سجدت سجودًا قطُّ ولا ركعت ركوعًا قطُّ (1) أطول منه
(1683) عن أبى حفصة مولى عائشة أنَّ عائشة رضى الله عنها أخبرته أنَّه لمَّا كسفت الشَّمس على عهد رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم توضَّأ وأمر فنودي أن الصَّلاة جامعةً (2) فقام فأطال القيام فى صلاته، قالت فأحسبه قرأ سورة البقرة (3) ثمَّ ركع فأطال الرُّكوع ثمَّ قال سمع الله لمن حمده ثمَّ قام مثل ما قام ولم يسجد ثمَّ ركع فسجد (4) ثمَّ قام فصنع مثل ما صنع ثمَّ ركع ركعتين فى سجدةٍ ثمَّ جلس وجلِّى عن الشَّمس
__________
القائل هو أبو سلمة، ويحتمل أن يكون عبد الله بن عمرو فيكون من رواية صحابى عن صحابية (1) فيه دليل على أن السجود في الكسوف يطول كما يطول القيام والركوع؛ وأبدى بعض المالكية فيه بحثاً فقال لا يلزمه من كونه أطال أن يكون بلغ به حدج الاطالة في الركوع، وكأنه غفل عما رواه مسلم في حديث جابر بلفظ "وسجوده نحو من ركوعه" قاله الحافظ، قال وهذا مذهب أحمد وإسحاق وأحد قولى الشافعي، وبه جزم أهل العلم بالحديث من أصحابه، واختاره ابن سريج ثم النووى اهـ {تخريجه} (ق. نس. هق)
(1683) عن أبى حفصة مولى عائشة {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا حسن بن موسى ثنا شيبان عن يحيى عن أبى حفصة مولى عائشة "الحديث {غريبه} (2) ينصب الصلاة على الاغراء ونصب جامعة على الحال أي احضروا الصلاة حال كونها جامعة للجماعة ويجوز رفعهما على الابتداء والخبر، ويجوز إنَّ بتشديد النون والصلاة والنصب اسمها، وجامعة بالرفع خبرها (3) يعني ظننت لطول قيامه صلى الله عليه وسلم أنه قرأ سورة البقرة وفيه اشعار بأنه كان يسر بالقراءة، ويحتمل أنه كان يجهر ولكن لبعدها لم تسمع (4) فيه أنه صلى الله عليه وسلم لم يرفع من الركوع الثاني بل سجد عقب الركوع، والمسلم من رواية عائشة أيضاً مثل هذه الرواية بلفظ "ثم ركع ثم سجد" فربما تكون كيفية من كيفيات صلاة الكسوف والله أعلم {تخريجه} (ق. د. نس. هق) {الأحكام} في أحاديث الباب دليل على أن الشمس والقمر آيتان مخلوقتان لله تعالى لأصنع لهما، بل هما كسائر المخلوقات يطرأ عليهما النقص والتغير كغيرهما، لا يخسفان لموت أحد {وفيها} ابطال تعظيم الكواكب وما كان أهل الجاهلية يعتقدونه من تأثيرها وان كسوفها يوجب حدوث تغير في

الصفحة 178