كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[مذاهب العلماء في تطويل الركوع والسجود في صلاة الكسوف]-
(2) باب القراءة فى صلاة الكسوف وهل تكون سرًا أو جهرًا
(1684) عن ابن عبَّاسٍ رضى الله عنهما قال صلَّيت مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الكسوف (وفى لفظٍ صلاة الخسوف) فلم أسمع منها فيها حرفًا من القرآن (1)
(1685) عن سمرة بن جندبٍ رضى الله عنه يصف صلاة رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم فى الكسوف، قال فقام بنا كأطول ما قام بنا فى صلاةٍ قط لا نسمع له صوتًا، ثمَّ ركع كأطول ما ركع بنا فى صلاةٍ قطُّ
__________
والركوع والسجود في صلاة الكسوف، والى ذلك ذهب الأئمة {أحمد وإسحاق والشافعى} فى أحد قوليه، وبه جزم أهل العلم بالحديث من أصحابه واختاره ابن سريج (قال النووى) {واختلفوا في استحباب إطالة السجود} فقال جمهور أصحابنا لا يطوله بل يقتصر على قدره في سائر الصلوات، وقال المحققون منهم يستحب إطالته نحو الركوع الذى قبله، وهذا هو المنصوص للشافعى في البويطى وهو الصحيح للأحاديث الصحيحة الصريحة في ذلك، ويقول في كل رفع من ركوعٍ سمع الله لمن حمده، ثم يقول عقبه ربنا لك الحمد الى آخره؛ والأصح استحباب التعوذ في ابتداء الفاتحة في كل قيام، وقيل يقتصر عليه في القيام الأول اهـ
(1684) عن ابن عباس {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى ابى ثنا حسن يعنى ابن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا يزيد بن حبيب عن عكرمة عن ابن عباس "الحديث" {غر يبه} (1) احتج به القائلون بأنه يسر بالقراءة في كسوف الشمس، وسيأتي ذكرهم في الأحكام {تخريجه} (فع. عل. هق) وفي إسناده ابن لهيعة، ورواه أيضاً الطبرانى من طريق موسى بن عبد العزيز عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ولفظه "صليت الى جنب النبي صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشمس فلم أسمع له قراءة".
(1685) عن سمرة بن جندب، هذا طرف من حديث طويل سيأتى بتمامه وسنده وشرحه في الباب التالى، وقد أتيت بهذا الجزء منه هنا للاستدلال به على الاسرار بالقراءة في صلاة الكسوف، وهو حديث صحيح رواه الأربعة بعضهم مطولاً وبعضهم مختصراً، وقال الترمذي حديث سمرة بن جندب حديث حسن صحيح غريب {قلت} وقد صححه ابن حبان والحاكم أيضاً، قال الحافظ في التلخيص وأعله ابن حزم بجهالة ثعلبة بن عباد رواية عن سمرة، وقد قال ابن المديني إنه مجهول، وقد ذكره ابن حبان في الثقات مع أنه لا راوي