كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[مذاهب العلماء في السر والجهر بالقراءة في صلاة الكسوف]-
الرُّكوع، ثمَّ رفع رأسه ثمَّ سجد ثمَّ قام (1) ففعل فى الثَّانية مثل ذلك، ثمَّ قال إنَّ الشَّمس والقمر آيتان من آيات الله عزَّ وجلَّ لا ينخفسان لموت أحدٍ ولا لحياته الحديث (2)
__________
كتاب الصلاة (1) لم يوصف السجود بالطول كما وصف القيام والركوع، وقد احتج به القائلون بعدم تطويل السجود، واحتج القائلون بالتطويل بما تقدم عن عائشة في الباب السابق في حديث عبد الله بن عمرو أنها قالت "ما سجدت سجوداً قط ولا ركعت ركوعاً قط كان أطول منه" (قال النووى) والمختار استحباب تطويل السجود في صلاة الكسوف، ولا يضر كون أكثر الروايات ليس فيها تطويل السجود، لأن الزيادة من الثقة مقبولة مع أن تطويل السجود ثابت من رواية جماعة كثيرة من الصحابة، وذكره مسلم من روايتى عائشة وأبى موسى، ورواه البخارى من رواية جماعة آخرين وأبو داود من طريق غيرهم فتكاثرت طرقه وتعاضدت فتعين العمل به اهـ (2) بقيته "فإذا رأيتم ذلك فافزعوا الى الصلاة" أى بادروا بالصلاة وأسرعوا اليها حتى يزول عنكم هذا العارض الذى يخاف كونه مقدمة عذاب {تخريجه} (ق. مذ. وغيرهم) {الأحكام} في الباب ثلاثة أحاديث (الأول) حديث ابن عباس رواه الشافعى وأبو يعلى والبيهقى والطبرانى وفى إسناده ابن لهيعة، لكن له حديث آخر صحيح عند الامام أحمد والشيخين سيأتى في باب من روى أنها ركعتان في كل ركعة ركوعان، وفيه "أن النبى صلى الله عليه وسلم قام قياماً طويلاً نحواً من سورة البقرة" وهو يدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يجهر، لأنه لو جهر لقال ابن عباس قرأ سورة كذا ولم يقل نحواً من سورة كذا (والثاني) حديث سمرة بن جندب رضى الله عنه وهو حديث صحيح أيضاً، وفي "لا نسمع له صوتاً" وهو يدل على عدم الجهر أيضاً (والثالث) حديث عائشة وهو حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما، وفيه أنه قرأ فجهر بالقراءة، وهو يدل على الجهر بالقراءة في صلاة كسوف الشمس، وغنما قلنا في صلاة كسوف الشمس لأنه مصرح بذلك فيه (قال الحافظ) في التلخيص ما لفظه حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم في كسوف الشمس وجهر بالقراءة فيها متفق عليه من حديث الزهرى عن عروة عنها، ورواه ابن حبان والحاكم، وقال البخارى حديث عائشة في الجهر أصح من حديث سمرة، ورجح الشافعى رواية سمرة بأنها موافقة لرواية ابن عباس المتقدمة، ولروايته أيضاً التى فيها فقرأ بنحو من سورة البقرة، موافقة لرواية ابن عباس المتقدمة، ولروايته أيضاً التي فيها فقرأ بنحو من سورة البقرة، وبرواية عائشة (تقدمت في الباب الأول بهذا المعنى 9 "حزرت قراءته فرأيت أنه قرأ سورة البقرة" لأنها لو سمعته لم تقدره بغيره والزهرى منفرد بالجهر، وهو وإن كان حافظاً فالعدد