كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من المسيح الدجال وذكر شيء من أحواله]-
لا تقوم السَّاعة حتَّى يخرج ثلاثون كذَّابًا، آخرهم الأعور الدَّجَّال ممسوح العين اليسرى كأنَّها عين أبى تحي (1) لشيخٍ حينئذٍ من الأنصار بينه وبين حجرة عائشة رضى الله عنها، وإنَّها متى يخرج أو قال متى ما يخرج فإنَّه سوف يزعم أنَّه الله، فمن آمن به وصدَّقه واتَّبعه لم ينفع صالحٌ من عمله سبق، ومن كفر به وكذَّبه لم يعاقب بشيءٍ من عمله (وفى رواية بشيءٍ من عمله سلف) وإنَّه سيظهر أو قال سوف يظهر على الأرض كلِّها إلاَّ الحرم وبيت المقدس (2) وإنَّه يحصر المؤمنين فى بيت المقدس فيزلزلون زلزالاً شديدًا (3) ثمَّ يهلكه الله تبارك وتعالى وجنوده حتَّى إنَّ جذم (4) الحائط أو قال أصل الحائط، وقال حسن الأشيب (5) وأصل الشَّجرة لينادى أو قال يقول يا مؤمن أو قال يا مسلم هذا يهوديٌّ أو قال هذا كافرٌ تعال فاقتله (6)
__________
في الآخرة من الجنة والنار ونحو ذلك (1) أوله تاء مكسورة ثم حاء مهملة ساكنة هو رجل من الصحابة كان مسموح العين اليسرى، ولا يضره هذا التشبيه الجسمانى، فان الغرض منه توضيح صفة من صفات الدجال ليحذروه وليبلغ ذلك غيرهم فيحذروه أيضاً وهكذا (2) أى ومسجد المدينة ومسجد الطور لما رواه الامام أحمد وسيأتى في باب إخبار النبى صلى الله عليه وسلم بخروج الدجال والمكان الذي يخرج منه الخ من كتاب الفتن وفيه "ولا يقرب أربعة مساجد مسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد الطور ومسجد الأقصى، وما يشبّه عليكم فان ربكم ليس بأعور" (3) أى يحصل لهم اضطراب مخيف وفزع وضيق من أجل ذلك (4) الجذم بكسر الجيم أصل الشيء فجذم الحائط أصله، ولذلك شك الراوى هل قال جذم الحائط أو قال أصل الحائط لأن معناهما واحد (5) هو أحد رجال السند يعنى أنه زاد في روايته "وأصل الشجرة" (6) معنى ذلك جاء واضحاً في رواية أخرى عند الامام أحمد وغيره من حديث ابن عمر، وسيأتى في أخبار الدجال من كتاب الفتن وفيه (ثم يسلط الله المسلمين عليه "يعنى الدجال" فيقتلونه ويقتلون شيعته حتى ان اليهودى ليختبئ تحت الشجرة أو الحجر فيقول الحجر أو الشجر للمسلم هذا يهودى تحتى فاقتله) {فإن قيل} كيف ينطق الحجر