كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[حجة القائلين بصلاة كسوف الشمس ركعتين كسائر النوافل]-
فصلَّى ركعتين (1) فجلِّي عنها ثمَّ أقبل علينا فقال إنَّ الشَّمس والقمر آيتان من آيات الله تبارك وتعالى يخوِّف بهما عباده ولا ينكسفان لموت أحدٍ، قال وكان ابنه إبراهيم عليه السَّلام مات، فإذا رأيتم منهما شيئًا فصلُّوا وادعوا حتَّى ينكشف منهما ما بكم (2)
(1692) عن قبيصة (3) رضى الله عنه قال انكسفت الشَّمس فخرج رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فصلَّى ركعتين فأطال فيهما القراءة، فانجلت، فقال إنَّ الشَّمس والقمر آيتان من آيات الله تبارك وتعالى يخوِّف بهما عباده؛ فإذا رأيتم ذلك فصلُّوا كأحدث صلاةٍ صليتموها من المكتوبة
__________
عياض يحتمل أن يكون معناه الفزع الذى هو الخوف كما فى الرواية الأخرى (يعنى رواية مسلم بلفظ يخشى أن تكون الساعة) ويحتمل أن يكون معناه الفزع الذى هو المبادرة الى الشيء {قلت} ويؤيد الأخير رواية الامام أحمد لقوله "فقام يجر ثوبه مستعجلاً" ومعنى قوله في رواية مسلم "فأخطأ بدرع حتى أدرك بردائه" أى إنه لشدة سرعته واهتمامه بذلك أراد أن يأخذ روداءه فأخذ درع بعض أهل البيت سهواً ولم يعلم ذلك لاشتغال قلبه بأمر الكسوف، فلما علم أهل البيت أنه ترك رداءه لحقه به إنسان، قاله النووى (1) لم يبين كيفيتهما وزاد النسائى في روايته "كما تصلون" واحتج به الحنفية ومن وافقهم على أن صلاة الكسوف ركعتان كصلاة النافلة (وقوله فجلى عنها) أى انكشف وظهر نورها (2) احتج به الحنفية ومن وافقهم على أن من فرغ من صلاة الكسوف قبل الانجلاء يسن له الدعاء والذكر حتى تنجلى، لقوله في حديث الباب "فصلوا وادعوا الخ" وحمله جماعة على الصلاة لكون الذكر والدعاء من أجزائها والأول أظهر والله أعلم {تخريجه} (خ. نس. وغيرهما).
(1692) عن قبيصة {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا عبد الوهاب الثقفى ثنا أيوب عن أبى قلابة عن قبيصة "الحديث" {غريبه} (3) هو ابن المخارق الهلالى رضى الله عنه صحابى بصرى، وفد على النبى صلى الله عليه وآله وسلم، وروى عنه ابن قطن وكنانة بن نعيم وأبو عثمان النهدى وأبو قلابة، روى له الامام أحمد ومسلم وأبو داود والترمذى والنسائي {تخريجه} (د. نس. ك. والطحاوى) وسكت عنه