كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[كلام العيني في جواز صلاة كسوف الشمس ركعتين ركعتين]-
(4) باب من روى أنها ركعتان فى كل ركعة ركوعان
وكونها فى المسجد جماعة وبيان مراتب الأركان طولا وقصرا
(1694) عن عمرة قالت سمعت عائشة رضى الله عنهما قالت جاءتني يهودية تسألنى (1) فقالت أعاذك الله من عذاب القبر، فلمَّا جاء النَّبيُّ (صلى الله عليه وسلم)
__________
على أن النبى صلى الله عليه وسلم في كسوفات كثيرة اهـ {وفي حديث النعمان بن بشير} رضى الله عنه أى الأخير من أحاديث الباب دليل على جواز صلاة الكسوف ركعتين ركعتين كصلاة النوافل حتى تنجلى الشمس لقوله "وكان يصلى ركعتين ثم يسأل ثم يصلى ركعتين ثم يسأل حتى انجلت الشمس" وبه قالت الحنفية أيضاً، وقال مخالفوهم يحتمل أن يكون معنى قوله (ركعتين) أى ركوعين وأن يكون السؤال وقع بالاشارة فلا يلزم التكرار (قال العينى) مراد هذا القائل الرد على الحنفية في قولهم إن صلاة الكسوف كسائر الصلوات بلا تكرار الركوع لما ذكرنا وجه ذلك ولا يساعد ما يذكره. لأن تأويله ركعتين بركوعين تأويل فاسد باحتمال غير ناشئ عن دليل وهو مردود {فان قلت} فعلى ما ذكرت فقد دل الحديث على أنه يصلىَّ للكسوف ركعتان بعد ركعتين ويزاد أيضاً الى وقت الانجلاء فأنتم ما تقولون به {قلت} لا نسلم ذلك وقد روى الحسن عن أبى حنيفة إن شاؤا صلوا ركعتين، وإن شاؤا صلوا أربعاً، وإن شاؤا صلوا أكثر من ذلك، ذكره في المحيط وغيره، فدل ذلك على أن الصلاة إن كانت بركعتين يطوِّل ذلك بالقراءة والدعاء في الركوع والسجود الى وقت الانجلاء، وإن كانت أكثر من ركعتين فالتطويل يكون بتكرار الركعات وقول القائل المذكور وأن يكون السؤال وقع بالاشارة، قلت يرد هذا ما أخرجه عبد الرزاق باسناد صحيح عن أبى قلابة أنه صلى الله عليه وسلم كلما ركع ركعة أرسل رجلاً لينظر هل انجلت، فهذا يدل على أن السؤال في حديث النعمان كان بالارسال لا بالاشارة، وأنه كلما كان يصلى ركعتين على العادة يرسل رجلاً يكشف عن الانجلاء اهـ أما القائلون بأن صلاة الكسوف ركعتان في كل ركعة ركوعان فتقدم الكلام على مذاهبهم وذكر أدلتهم في أحكام الباب الأول والله أعلم
(1694) عن عمرة {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يحيى عن يحى ابن سعيد قال حدثتنى عمرة قالت سمعت عائشة رضى الله عنها "الحديث" {غريبة} (1) الظاهر أنها جاءت تسألها صدقة فقالت لها ذلك كما هي عادة السائل الدعاء للمحسن، والظاهر أن هذه اليهودية علمت ذلك من التوراة وكانت عائشة رضى الله عنها لم تسمع

الصفحة 198