كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[حجة القائلين بأن صلاة الكسوف ركعتان في كل ركعة ركوعان]-
رفع رأسه فأطال القيام ثمَّ سجد فأطال السُّجود (1) ثمَّ قام أيسر من قيامه الأوَّل، ثمَّ ركع أيسر من ركوعه الأوَّل، ثمَّ قام أيسر من قيامه الأوَّل، ثمَّ ثمَّ ركع أيسر من ركوعه الأوَّل، ثمَّ سجد أيسر من سجوده الأوَّل، فكانت أربع ركعاتٍ وأربع سجداتٍ (2) فتجلَّت الشَّمس، فقال إنَّكم تفتنون فى القبور كفتنة الدَّجَّال؛ قالت فسمعته بعد ذلك يستعيذ بالله من عذاب القبر (3)
(1695) عن الزُّهريِّ قال أخبرني عروة بن الزُّبير أنَّ عائشة رضى الله عنها زوج النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم) قالت كسفت الشَّمس فى حياة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
__________
"ثم رفع فأطال ثم سجد سجدتين ثم قام فصنع نحواً من ذاك "الحديث" قال النووى هذا ظاهره أنه طوّل الاعتدال الذى يلى السجود ولا ذكر له في باقى الروايات ولا في رواية جابر من جهة غير أبى الزبير؛ وقد نقل القاضى إجماع العلماء أنه لا يطول الاعتدال الذي يلى السجود؛ وحينئذ يجاب عن هذه الرواية بجوابين (أحدهما) أنها شاذة مخالفة برواية الأكثرين فلا يعمل بها (والثانى) أن المراد بالاطالة تنفيس الاعتدال ومدِّه قليلاً، وليس المراد إطالته نحو الركوع اهـ {قلت} أما قول الأمام النووى رحمه الله فانها شاذة فليس كذلك، لأن الامام أحمد روى مثلها من حديثى عائشة وأسماء فلا شذوذ فيها (وأما) حملها على تنفيس الاعتدال ومده قليلاً فيخالفه سياق الحديث، فان عبارة التطويل واحدة بلفظ واحد فيه وفي جميع الأركان، فان صح الاجماع كما نقل عن القاضى عياض حملت الاطالة في هذا الموضع على تنفيس الاعتدال كما قال الامام النووى وإلا فلا والله أعلم (1) أى نحو الركوع لما في حديث جابر عند مسلم "وسجوده نحو من ركوعه" (2) أى باعتبار أن في كل ركعة ركوعان (3) أيى تمتحنون فيقال ما علمك بهذا الرجل فيقول المؤمن هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول المنافق سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، هكذا جاء مفسراً في الصحيح، وسيأتى قريباً في باب الخطبة، ويأتى أيضاً بأوسع منه في باب هول القبر وفتنته من كتاب الجنائز إن شاء الله تعالى (وقوله كفتنة المسيح الدجال) يعنى فتنة شديدة جداً وامتحاناً هائلاً، ولكن يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت (4) أى لمّا علم ذلك بطريق الوحى {تخريجه} (ق. لك. نس. وغيرهم)
(1695) عن الزهرى {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبي ثنا بشر بن

الصفحة 200