كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[حديث عائشة وفيه تطويل الأركان ومراتبها - وقصة عروة بن الزبير وأخيه عبد الله]-
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فقام فكبَّر وصفَّ النَّاس وراءه فكبَّر واقترأ قراءةً طويلةً، ثمَّ كبَّر فركع ركوعًا طويلًا، ثمَّ قال سمع الله لمن حمده فقام ولم يسجد، فاقترأ قراءةً طويلةً هي أدنى من القراءة الأولى، ثمَّ كبَّر وركع ركوعًا طويلًا هو أدنى من الرُّكوع الأوَّل، ثمَّ قال سمع الله لمن حمده ربَّنا لك الحمد، ثمَّ سجد ثمَّ فعل في الرَّكعة الأخرى مثل ذلك، فاستكمل أربع ركعاتٍ وأربع سجداتٍ وانجلت الشَّمس قبل أن ينصرف ثمَّ قام فأثنى على الله عزَّ وجلَّ بما هو أهله، ثمَّ قال إنَّما هما آيتان من آيات الله عزَّ وجلَّ لا ينخسفان لموت أحدٍ ولا لحينه، فإذا أيتموهما فافزعوا للصَّلاة، وكان كثير بن عبَّاس يحدِّث أنَّ عبد الله بن عباسٍ كان يحدّث عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشَّمس مثل ما حدَّث عروة عن عائشة زوج النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقلت لعروة فإنَّ أخاك يوم كسفت الشَّمس
__________
شعيب قال حدثني أبي عن الزهري قال أخبرني عروة "الحديث" {غريبة} (1) فيه مشروعية فعلها في المسجد وصلاتها جماعة لقوله "فكبر وصف الناس وراءه (2) كذا عند البخاري أيضًا، وفي رواية مسلم " ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد" قال ذلك في الرفع من الركوعين الأول والثاني من الركعة الأولى، وتقدم أنه يستحب الجمع بين هذين اللفظين وهو مذهب الشافعي، ومن وافقه (3) أي بعد جلسوه للتشهد وقبل الإسلام كما في رواية أخرى للبخاري بلفظ "ثم جلس ثم جلَّى عن الشمس" (4) كذا عند البخاري أيًا، وفي رواية مسلم "ثم قام فخطب الناي فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال إن الشمس والقمر آيتان إلى قوله فافزعوا للصلاة" (5) بفتح الزاى أي التجئوا وتوجهوا، وفيه إشارة إلى المبادرة إلى المأمور به وأن الالتجاء إلى الله عز وجل عند المخاوف بالدعاء والاستغفار سبب لمحو ما فرط من العصيان، يرجى به زوال المخاوف، وأن الذنوب سبب للبلايا والعقوبات العاجلة والآجلة نسأل الله تعالى رحمته وعفوه أنه آمين (6) هو أخو عبد اله بن عباس عب المطلب الهاشمي أبو تمام صحابي صغير مات بالمدينة أيام عبد الملك، قال الحافظ في التقريب (7) القائل هو الزهري.

الصفحة 201