كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[المبادرة إلى الصلاة عند كسوف الشمس أو القمر]-
شيئًا قالت ما رأيت منك خيرًا قطُّ
(1699) عن أبي شريح الخزاعيِّ قال كسفت الشَّمس في عهد عثمان ابن عفَّان رضي الله عنه وبالمدينة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال فخرج عثمان فصلَّى بالنَّاس تلك الصَّلاة ركعتين وسجدتين في كلِّ ركعةٍ، قال ثمَّ انصرف عثمان فدخل داره وجلس عبد الله بن مسعودٍ إلى حجرة عائشة رضي الله عنها وجلسنا إليه، فقال إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا بالصَّلاة عند كسوف الشَّمس والقمر، فإذا رأيتموه قد أصابهما فافزعوا إلى الصَّلاة فإنِّها كانت الَّتي تحذرون كانت وأنتم على غير غفلةٍ، وإن لم تكن
__________
(تخريجه) (ق. لك. والأربعة)
(1699) عن أبي شريح الخزاعي (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب حدثنا عن أبي بن إسحاق ثنا الحارث بن فضيل الأنصاري ثم الخطمى عن سفيان بن أبي العوجاء السلمى عن أبي شريح الخزاعى (الحديث) (غريبه) (1) يعني فإذا رأيتم الكسوف قد أصاب الشمس أو القمر (فافزعوا إلى الصلاة) أي بادروا إليها (2) يريد والله أعلم إرسال عذاب أو قيام الساعة، ويدل عل ذلك ما رواه مسلم عن أبي موسى قال خصفت الشمس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقام فزعًا يخشى أن تكون الساعة حتى أتى المسجد فقام يصلي بأطول قيام وركوع وسجود (الحديث) فإن قيل هذا قد يستشكل من حيث أن الساعة لها مقدمات كثيرة لابد من وقوعها ولم تكن وقعت كطلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة والنار والدجال وقتال الترك وأشياء أخر لابد من وقوعها قبل الساعة كفتوح الشام والعراق ومصر وغيرهما، وانفلق كنوز كسرى في سبيل الله تعالى وقتال الخوارج وغير ذلك من الأمور المشهودة في الأحاديث الصحيحة (قال النووي) ويجاب عنه بأجوبة (أحدها) لعل هذا الكسوف كان قبل إعلام النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الأمور (الثاني) لعله خشى أن تكون بعض مقدماتها (الثالث) أن الراوي ظن أن النبي صلى الله عليه وسلم يخشى أن تكون الساعة وليس يلزم من ظنه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم خشي ذلك حقيقة بل خرج النبي صلى اله عليه وسلم مستعجلاً مهمتًا بالصلاة وغيرها من أمر الكسوف مبادرًا إلى ذلك وربما