كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[حديث جابر في كونها ركعتين في كل ركعة ركوعات]-
كنتم قد أصبتم خيرًا واكتسبتموه
(1700) عن جابر بن عبد الله الأنصاريٍّ رضي الله عنهما قال خسفت الشَّمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يومٍ شديد الحرِّ فصلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فأطال القيام حتَّى جعلوا يخرُّون ثمَّ ركع فأطال الرُّكوع، ثمَّ رفع رأسه فأطال، ثمَّ ركع فأطال، ثمَّ رفع رأسه فأطال ثمَّ سجد سجدتين، ثم قام فصنع مثل ذلك، ثمَّ جعل يتقدَّم ثمَّ جعل يتأخَّر، فكانت أربع ركعاتٍ وأربع سجداتٍ، ثمَّ قال إنَّه عرض عليَّ كلُّ شيءٍ توعدونه فعرضت عليَّ الجنَّة حتَّى لو تناولت منها قطفًا أخذته أو قال تناولت منها قطفًا فقصرت يدي عنه شكَّ هشامٌ (أحد الرواة) وعرضت عليَّ النَّار فجعلت أتأخَّر رهبة أن تغشاكم فرأيت فيها امرأة حميريَّةً سوداء طويلة تعذَّب
__________
خاف أن يكون نوع عقوبة كما كان صلى الله عليه وسلم عند هبوي الريح تعرف لكراهة في وجهه ويخاف أن يكون عذابًا فظن الراوي خلال ذلك، ولا اعتبار بظنه أهـ (1) أي بامتثال الأمر وأداء الصلاة (تخريجه) (هق) وأورده الهيثمي وقال رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير والبزار ورجاله موثقون.
(1700) عن جابر بن عبد الله (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا كثير بن هشام ثنا هشام بن أبي عبد الله صاحب الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر (غريبه) (2) أي يسقطون على الأرض من طول القيام (3) فيه إطالة الاعتدال بعد الرفع من الركوع الثاني، وتقدم الكلام عليه في شرح الحديث الأول من أحاديث الباب (4) أي لتناول القطف من الجنة كما تقدم " وقوله ثم جعل يتأخر" أي عن النار مخافة أن يصيبه من لفحها كما مر (5) أي ركوعات وأربع سجدات في ركعتين (6) أي من أمور الدنيا والآخرة التي تختص بكم، وفي رواية لمسلم من حديث جابر أيضًا "أنه عرض على كل شيء "تولجونه" أي تدخلونه من جنة ونار وقبر ومحشر وغيرها (7) أي امتنعت، وفيه أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان اليوم وأن في الجنة ثمارًا وهذا

الصفحة 208