كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[عدم الرأفة بخلق الله يوجب العذاب بالنار]-
في هرَّة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ورأيت أبا ثمامة عمرو بن مالكٍ يجرُّ قصبه في النًّار، وإنَّهما آيتان من آيات الله عزَّ وجلَّ يريكموهما، فإذا خسفت فصلُّوا حتَّى تنجلي
__________
كله مذهب أهل السنة خلافًا للمعتزلة (1) هو صاحب المحجن، وتقدم الكلام عليه في شرح حديث عمرو بن العاص في الباب السابق، "وقوله قصبه" بضم القاف وإسكان الصاد وهي الأمعاء (تخريجه) (م. د. نس. هق) {وفي الباب} عن ابن عمر رضي الله عنهما أن الشمس انكسفت لمون عظيم من العظماء، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس فأطال القيام حتى قيل لا يركع من طول القيام، ثم ركع فأطال الركوع حتى قيل لا يرفع من طول الركوع، ثم رفع فأطال القيام نحوًا من قيامه الأول، ثم ركع فأطال الركوع كنحو ركوعه الأول، ثم رفع رأسه فسجد؛ ثم فعل في الركعة الآخرة مثل ذلك، فكانت أربع ركعات وأربع سجدات، ثم أقبل على الناس فقال أيها الناس، إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة" أورده الهيثمي وقال رواه البزار من طريقين في إحداهما مسلم بن خالد وهو ضعيف وقد وثق، وفي الأحرى عدى بن الفضل وهو متروك (وروى البخاري ومسلم والنسائي) منه من رواية قاسم بن محمد عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الشمس والقمر لا يخسفات لموت أحد ولا لحياته ولكنهما أية من لآيات اله فإذا رأيتموهما فصلوا" (وعن أبي هريرة) رضي الله عنه قال" كسفت الشمس على عهد رسول اله صلى اله عليه وسلم فقام فصلى للناس فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم قام فأطال القيام وهو دون القيام الأول، ثم رجع فأطال الرجوع وهو دون الركوع الأول، ثم سجد فأطال السجود، ثم رفع ثم سجد فأطال السجود وهو دون السجود الأول، ثم قام فصلى ركعتين وفعل فيهما مثل ذلك، ثم سجد سجدتين يفعل فيهما مثل ذلك حتى فزع من صلاته، ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته؛ فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله عز وجل وإلى الصلاة" رواه النسائي (الأحكام) أحاديث الباب تدل على أن صلاة الكسوف لها هيئة تخصها من التطويل الزائد على العادة في القيام والركوع والاعتدال والسجود، وقد بينا مراتب هذا الطول في خلال الشرح (وفيها دليل) على أن صلاة الكسوف ركعتان في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان، وأما السجود فسجدتان في كل ركعة كغيرها من الصلوات، وإليه ذهب

الصفحة 209