كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[التشديد على من تخلف عن الجمعة لغير عذر]-
وهدانا الله لها فالنَّاس لنا فيها تبعٌ، غدًا لليهود، وبعد غدٍ للنَّصارى
عن ابن عمر وابن عبَّاسٍ رضي الله عنهم أنَّهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال وهو على أعواد منبره لينتهينَّ أقوامٌ عن ودعهم (1) الجمعات أو ليختمنَّ الله عزَّ وجلَّ على قلوبهم (2) وليكتبنَّ من الغافلين
عن جعفرٍ ثنا يزيد بن الأصمِّ عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لقد هممت أن آمر بالصَّلاة فتقام ثمَّ أخرج بفتيانى معهم حزم الحطب فأحرق على قوم فى بيوتهم يسمعون النِّداء ثمَّ لا يأتون الصَّلاة، فسئل يزيد أفى الجمعة هذا أم فى غيرها، قال ما سمعت أبا هريرة يذكر جمعة ولا غيرها إلَّا هكذا (3)
__________
حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا ابن أبى عدى عن شعبة عن قتادة عن عبد الرحمن بن آدم عن أبى هريرة "الحديث" {تخريجه} (ق. نس. وغيرهم)
(1520) عن ابن عمر وابن عباس {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا يزيد أنا هشام الدستوائى عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلام عن الحكم بن ميناء عن ابن عمر وابن عباس "الحديث" {غريبه} (1) أى تركهم (2) الختم الطبع والتغطية، ومثله الرين وهو أسوداد القلب من الذنوب، وقيل الرين اليسير من الطبع، والطبع اليسير من الأقفال، والأقفال أشدها وهو أن يُقفل على القلب (قال القاضى عياض) اختلف المتكلمون في هذا اختلافاً كثيراً فقيل هو إعدام اللطف وأسباب الخير، وقيل هو خلق الكفر في صدورهم، وهو قول أكثر متكلمى أهل السنة، وقال غيرهم هو الشهادة عليهم، وقيل هو علامة جعلها الله تعالى في قلوبهم لتعرف الملائكة من يمدح ومن يذم اهـ {تخريجه} (نس) ورواه مسلم عن أبى هريرة وابن عمر
(1521) عن جعفر ثنا يزيد {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا كثير ثنا جعفر يزيد بن الأصم عن أبى هريرة "الحديث" {غريبه} (3) يعنى أن أبا هريرة لم يصرح فيه بذكر الجمعة، ويرجح أنه في الجمعة حديث ابن مسعود الآتى بعده ففيه التصريح بالجمعة؛ وقد تقدم نحو هذا الحديث في الباب الرابع من أبواب صلاة الجماعة، وتقدم الكلام على شرحه فلا نطيل بذكره هنا {تخريجه} (م. وغيره)