كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[قصة عمرو بن عامر الخزاعي الذي غير دين إبراهيم صلى الله عليه وسلم]-
ركع وسجد، ثمَّ انصرف فصعد المنبر فقال إنَّ الشَّمس كسفت يوم توفيَّ إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنَّ الشَّمس والقمر لا ينكسفان لموت أحدٍ، وإنَّما هما آيتان ومن آيات الله عزَّ وجلَّ، فإذا انكسف واحد منهما فافزعوا إلى الصَّلاة؛ ثمَّ نزل فحدَّث أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم كان في الصَّلاة فجعل ينفخ بين يديه، ثمَّ إنَّه مدَّ يده كأنَّه يتناول شيئًا، فلمَّا انصرف قال إنَّ النَّار أدنيت منِّي حتّي نفخت حرَّها عن وجهي، فرأيت فيها صاحب المحجن والَّذي بحَّر البحيرة
__________
الثالث كما يدل عليه سياق الحديث وصحف من الناسخ (1) أي ثم ركع في الركعة الثانية ركوعًا واحدًا لأن الشمس تجلت بعد الركوع الثالث من الأولى (2) صاحب المحجن تقدم الكلام عليه والذي بحَّر البحيرة هو عمرو بن عامر الخزاعي، والبحيرة هي التي ذكرت في القرآن في قوله تعالى {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام} روى البخاري بسنده في صحيحه عن سعيد بن المسيب، قال البحيرة التي يمنع در! ها للطواغيت فلا يجلبها أحد من الناس، والسائبة كانوا يسيبونها لآلهتهم لا يجعل عليها شيء، قال وقال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيت عمر بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار، كان أول من سيب السوائب والوصيلة الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل ثم ثنى بعد بأنثى، وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر، والحام فحل الإبل يضرب الضراب المعدود فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه عن الحمل فلم يحمل عليه شيء وسموه الحامي" وكذا (رواه مسلم والنسائي) من حديث إبراهيم بن سعد بهذا الإسناد (وروى ابن جرير) قال حدثنا هناد ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن اسحق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي صالح عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأكثم بن الجون "يا أكثم رأيت عمرو بن لحيي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار فما رأيت رجلاً أشبه برجل منك به ولا به منك، فقال أكثم تخشى أن يضرني شبهه يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم لا؟ انك مؤمن وهو كافرًا، أنه أول من غير دين إبراهيم وبحَّر البحيرة وسيَّب السائبة وحمى الحامي (قلت) عمرو بن لحيي المذكور في هذا الحديث هو عمرو بن عامر الخزاعي ولحيي بضم اللازم وفتح الحاء المهملة وتشديد التحتية لقب لوالده عامر، وقد تكرر ذكره في الحديث، أحيانًا ينسب