كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[مذهب القائلين بأن صلاة الكسوف ركعتان في كل ركعة خمسة ركوعات]-
(8) باب ما جاء في طول صلاة الكسوف وحضور النساء جماعتها بالمسج
(1707) عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما؛ قالت فزع يوم كسفت الشَّمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ درعًا حتَّى أدرك بردائه، فقام بالنَّاس قيامًا طويلًا، يقوم ثمَّ يركع، فلو جاء إنسانٌ بعد ما ركع النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم
__________
المديني يخلط عن المغيرة، وقال ابن معين ثقة أهـ (الأحكام) حديث الباب يدل على جواز صلاة كسوف الشمس ركعتين في كل ركعة خمسة ركعات، وإلى ذلك ذهبت العترة جمعيًا مستدلين بهذا الحديث نقله الشوكاني عن صاحب البحر (قلت) إن صح الحديث يكون دليلاً لذلك وإلا فلا والله أعلم.
(1707) عن أسماء بنت أبي بكر (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا روح ثنا ابن جريح، قال حدثني منصور بن عبد الرحمن عن أمه صفية بنت شيبة عن أسماء بنت أبي بكر "الحديث" (غريبه) (1) رسول فاعل فزع أي فزع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشمس؛ ومعنى الفزع الخوف، أي خاف وقوع أمر مهم من أنواع العذاب على أهل الأرض، كما أتى على من قبلهم من الأمم، يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم، في حديث عبد الله بن عمر ورقم 1688 "رب لم تعذبهم وأنا فيهم- الحديث" وأشدّة خوفه واهتمامه أسرع إلى المسجد وأخذ درع بعض زوجاته يعني قميصها يظنه رداءه ففطن لذلك بعض أ÷ل البيت فأرسلوا من أدركه بردائه (وفي حديث أبي موسى) عند الشيخين والنسائي، قال "خسفت الشمس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم "فقام فزعا يخشى أن تكون الساعة" وظاهره أنّ سبب الفزع هو خشية قيام الساعة، فيكون مفسرًا لحديث الباب، ولكن كيف يخشى قيام الساعة ولها مقدمات وعلامات أخبر بوقوعها صلى الله عليه وسلم قبل قيام الساعة ولم تقع بعد، قال الكرماني، هذا تمثيل من الراوي كأنه قال فزعا كالخاشي أن تكون القيامة، وإلا فكان النبي صلى الله عليه وسلم طالما بأن الساعة لا تقوم وهو بين أظهرهم، وقد وعده الله أعلاه دينه على الأديان كلها، ولم يبلغ الكتاب أجله أهـ وللنووي أجوبة عن ذلك تقدمت في باب من روى أنها ركعتان في كل ركعة ركوعان، في شرح حديث رقم 1699 وحكاها العيني عن النووي أيضًا وقال كل واحد من هذه الأجوبة لا يخلو عن نظر إذا تأمله الناظر، وحكى ما قاله الكرماني أيضًا ثم قال والأوجه في ذلك ما قاله الكرماني، أو أنه صلى الله عليه وسلم جعل ما سيقع كالواقع إظهارًا لتعظيم شأن الكسوف وتنبيهًا لأمته أنه إذا وقع بعده يخشون أمر ذلك، ويفزعون إلى ذكر الله

الصفحة 218