كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[ثبوت سؤال الملكين في القبر]-
الدَّجال "لا أدري أيَّ ذلك، قالت أسماء" يؤتى أحدكم فيقال له ما علمك بهذا الرّجل فأمَّا المؤمن أو الموقن لا أدري أيَّ ذلك، قالت أسماء فيقول هو محمد، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم جائنا بالبيِّنات والهدى فأجبنا واتَّبعنا ثلاث مرَّاتٍ فيقال له قد كنَّا نعلم إن كنت
__________
كاختبار الحساب، لأن العمل والتكليف قد انقطع بالموت (1) قال الكرماني ووجه الشبه بين الفتنتين الشدة والهول والهموم، وقال الباجي شبهها بها لشدتها وعظم المحنة بها وقلة الثبات معها أهـ والقائل لا أدري فاطمة بنت المنذر، يعني أ، ها قالت لا أدري أي اللفظين قالته أسماء هل قالت قريب فتنة المسيح الدجال " بدون تنوين قريب" كما في بعض الروايات، أو قالت مثل فتنة المسيح الدجال تشك فاطمة في ذلك (2) الآي ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير، رواه الترمذي وكذا ابن حبان، وسيأتي الكلام في ذلك مستوفي في باب هول القبر وفتنته من كتاب الجنائز إن شاء الله (3) إنما يقال له ما علمك بهذا الرجل ولا يقال رسول الله صلى الله عليه وسلم امتحانًا له وإغرابًا عليه لئلا يتلقن منهما إكرام النبي صلى الله عليه وسلم ورفع مرتبته فيعظمه هو تقليدًا لهما لا اعتقادًا، ولهذا يقول المؤمن هو رسول الله، ويقول المنافق لا أدري؛ {فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}، قاله النووي (4) الشك من فاطمة هل قالت أسماء فأما المؤمن أو قالت فأما الموقن والمعنى واحد، وهو المصدق بنبوته صلى الله عليه وسلم، والأظهر أنه المؤمن لقوله الآتي: " كما نعلم إن كنت لتؤمن به" (5) أي المعجزات الدالة على نبوته (والهدى) الدلالة الموصلة إلى الله عز وجل (6) بحذف ضمير المفعول للعلم به في الموضعين، أي قبلنا نبوته متبعين (وقوله ثلاث مرات) أي يقول ذلك ثلاث مرات، والظاهر أن الحكمة في التكرير هو التلذذ بذكر النبي صلى الله عليه وسلم والفرح بافجابة، ويحتمل أن السؤال يكون ثلاثًا والجواب كذلك، ويكون الغرض التأكد من صحة قوله، أو إظهار شرفه بسرعة الإجابة (7) كلمة إن هذه هي المخففة من الثقيلة، أي أن الشأن كنت وهي مكسورة، ودخلت اللام في قوله لتؤمن لتفرق بين أن هذه وبين إن النافية، هذا قول البصرين وقال الكوفيون إن بمعنى ما واللام بمعنى ألا مثل قوله تعالى: {أن كل نفس لمّا عليها حافظ} أي ما كل نفس إلا عليها حافظ، أو يكون التقدير ها هنا ما كانت إلا موقنًا، وحكى السفاقسي فتح أن على جعلها مصدرية أي علمنا كونك مؤمنًا به، ويرد ما قالته دخول اللام

الصفحة 221