كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[منقبة لعكاشة بن محصن وأنه مع السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب]-
أو سبعين ألفًا يدخلون الجنَّة في مثل صورة القمر ليلة البدر فقام إليه رجلٌ فقل ادع الله أن يجعلني منهم، فقال اللَّهمَّ اجعله منهم، أيها النَّاس إنَّكم لن تسألوني عن شيءٍ حتَّ أنزل إلا أخبرتكم به فقام رجلٌ فقال من أبي قال أبوك فلانٌ الَّذي كان ينسب إليه
(1711) وعنها أيضًا قالت وقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعتاقة
__________
جوابه صادر عن عقيدة راسخة في القلب لا عن تردد وشك فيريانه مقعده من الجنة ليزداد سروره بما أعده الله له من النعيم المقيم والثواب الجسيم، قال تعالى: {يثبت اله الذين أمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة} نسأل الله أن يجعلنا منهم أمين (1) أي تضيء وجوههم بالنور كضوء القمر ليلة أربعة عشر (2) هو عكاشة بن محصن صحابي جليل من السابقين الأولين وشهد بدرا وقد صرح باسمه في رواية أخرى عند الشيخين والإمام أحمد من حديث أبي هريرة وابن عباس في السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب فقال عكاشة "ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت منهم، فقام آخر فقال سبقك بها عكاشة" وقد ضرب بها المثل يقال للسبق في الأمر سبقك بها عكاشة (3) قال العلماء هذا القول منه صلى الله عليه وسلم محمول على أنه أوحى إليه وإلا فلا يعلم كل ما سئل عنه من المغيبات إلا بإعلام من الله تعالى " وقوله فقام رجل" هو عبد الله بن حذافة بن قيس رضي الله عنه وقد صرح باسمه في حديث أنس وأبي هريرة عند الشيخين والإمام أحمد وتقدم في حديث رقم 33 في كتاب العلم من الجزء الأول، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به، فقال عبد الله بن حذافة من أبي يا رسول الله؟ قال أبوك حذافة بن قيس" وكان سبب سؤاله أن بعض الناس كان يطعن في نسبه على عادة الجاهلية من الطعن في الأنساب (تخريجه) لم أقف عليه مطولاً بهذا السياق إلا عند الإمام أحمد، وأورده الشيخان وغيرهما مجزأ في مواضع مختلفة من طرق متعددة.
(1711) وعنها أيضًا (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي قال ثنا معاوية ابن عمرو وقال ثنا زائدة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء، قالت ولقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه (الحديث) (غريبه) (4) العتاقة بفتح العين الحرية، وهي عتق الرقيق، يقال عتق العبد عتقا من باب ضرب وعتاقا وعتاقة بفتح الأوائل والعتق بالكسر أصم منه فهو عاتق، ويتعدى بالهمزة، اعتقه فهو معتق على قياس الباب،

الصفحة 224