كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[الأمر بالعتاقة والصدقة والذكر عند الكسوف]-
في صلاة كسوف الشَّمس (وعنها من طريقٍ ثانٍ قالت) إن كنَّا لنؤمر بالعتاقة في صلاة الخسوف
(1712) عن عائشة رضي الله عنها "تصف صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكسوف بطول القيام؛ وأنَّه صلَّاها ركعتين في كلِّ ركعةٍ ركوعان كما تقدَّم في أحاديثها السَّابقة وفيه قالت "فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تجلَّت الشَّمس فخطب النَّاس فحمد الله عزَّ وجلَّ وأثنى عليه ثمَّ قال إنَّ الشَّمس والقمر من آيات الله، وإنَّهما لا يخسفان لموت أحدٍ ولالحياته، فإذا رأيتموهما فكبِّروا وادعوا الله عزَّ وجلَّ صلُّوا وتصدَّقوا، يا أمَّة محمَّدٍ ما من أحدٍ أغير
__________
ولا يتعدى بنفسه، فلا يقال عتقته، قال في البارع ولا يقال عتق العبد وهو ثلاثي مبني للمفعول، ولا أعتق هو بالآلف مبنيًا للفاعل، بل الثلاثي لازم والرباعي متعدّ، ولا يجوز عبد معتوق، لأن مجيء مفعول من أفعلت شاذ مسموع لا يقاس عليه، وهو عتيق فعيل بمعنى مفعول، وجمعه عتقاء مثل كرماء، وربما جاء عتاق مثل كرام، وأمة عتيق أيضًا بغير هاء، وربما ثبتت فقيل عتيقة، وجمعه عتائق قاله في المصباح (والمعنى) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمرهم بعتق الرقيق في صلاة الكسوف لأنه من أفعال البر التي يثاب عليها المرء، وهو مرغَّب فيه في كل وقت إلا أنه عند ظهور الآيات يكون أشد استحبابًا ليدفع الله ببركته ما نزل بهم (1) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثام بن علي أبو على العامري قال ثنا هشام بن عروة عن فاطمة عن أسماء قالت إن كنا إلخ (تخريجه) (خ. د. ك. هق)
(1712) عن عائشة (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن نمير أنا هشام عن أبيه عن عائشة "الحديث" (غريبه) (2) زاد النسائي في حديث سمرة وشهد أنه عبد الله ورسوله (3) فيه معنى الأشفاق كما يخاطب الوالد ولده إذا أشفق عليه بقوله يا بنيّ، كذا قيل، وكان قضية ذلك أن يقول، يا أمتي لكن لعدوله عن المضمر إلى المظهر حكمة وكأنها بسبب كون المقام تحذير وتخويف لما في الإضافة إلى الضمير من الأشعار بالتكريم، ومثله يا فاطمة بنت محمد لا أغنى عنك من الله شيئًا "الحديث" (4) بالنصب على أنه الخبر

الصفحة 225