كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[الحث على طاعة الله وحسن الظن به والاكثار من قول لا إله إلا الله]-
عزَّ وجلَّ لو أنَّ عبادي أطاعوني لأسقيتهم المطر باللَّيل وأطلعت عليهم الشَّمس بالنَّهار، ولما أسمعتهم صوت الرَّعد وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنَّ حسن الظنِّ بالله من حسن عبادة الله، وقال رسول الله صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم جدِّدوا إيمانكم، قيل يا رسول الله وكيف نجدِّد إيماننا؟ قال أكثروا من قول لا إله إلَّا الله
__________
أبو داود يعنب الطيالسي ثنا صدقة بن موسى السلمى الدقيقي ثنا محمد بن واسع عن شتير بن نهار عن أبي هريرة "الحديث" (غريبه) (1) أي بفعل ما أمرهم الله به وتجنب ما نهاهم الله عنه (2) أي لأن نزول المطر بالليل فيه رحمة لهم لعدم المشقة، ونزوله بالنهار يعطل عليهم بعض المصالح ويمنعهم من السير والحركة، ويمنع طلوع الشمس لوجود الغيم فلا يحصل لهم انتفاع بضوئها (3) أي فلو أطاعوا الله عز وجل لرفع وجل لرفع عنهم جميع المشاق وأطلع عليهم الشمس بالنهار ولم يسمعهم صوت الرعد لئلا يزعجهم صوته، وفي ذاك غاية الرحمة (4) حسن الظن بالله، عدم القنوط من رحمته واعتقاد أ، هـ تعالى التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وأنه عز وجل يثيب الطائعين ويزيدهم من فضله، ويكرمهم في الدنيا والآخرة، وأنه جل شأنه بيده مقاليد السموات والأرض، وأن أنزال المطر بيد الله عز وجل وحده يصيب به من يشاء من عباده رحمة بهم، ويصرفه عمن يشاء عقابًا لهم، لا تأثير للكواكب فيه كما كان يعتقد أهل الجاهلية؛ فقد جاء في الحديث القدسي عند الشيخين والإمام أحمد، وسيأتي في الباب الذي قبل الأخير من هذه الأبواب ما لفظه (أصبح من عبادي مؤمن بي كافر بالكواكب ومؤمن بالكواكب كافر بي،، فأما من قال مطرنا بفضل اله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب، وأما من قال مطرنا بنوء كذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب) فمن خالف عقيدة أهل الجاهلية وكانت عقيدته ما قدمنا فقد أحسن الظن بالله وكان ذلك من حسن عبادة الله، وهذا التفسير هو اللائق بسياق حديث الباب، وقد ورد في تحسين الظن بالله عند الموت أحاديث سيأتي الكلام عليها في كتاب الجنائز إن شاء الله تعالى (5) المراد بتجديد الإيمان الاستزادة منه (6) أي لأن كثرة ذكر الله عز وجل تملأ القلب نورًا ويزيده يقينًا (تخريجه) (ك) وأورده الهيمني وقال رواه أحمد والبزار وزاد فيه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (جددوا أيمانكم قالوا يا رسول الله فكيف نجدد

الصفحة 231