كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[المعصية تجلب غضب الله ونقمته - والطاعة توجب رضاه ورحمته]-
.....
__________
إيماننا قال جددوا إيمانكم بقول لا اله إلا الله) وقال لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد قلت ومداره على صدقة بن موسى الدقيقي ضعفه ابن معين وغيره، وقال مسلم بن إبراهيم حدثنا صدقة الدقيقي وكان صدوقًا انتهى كلام الحافظ الهيثمي، وكأنه رحمه الله لم يطلع على هذه الرواية المشتملة على الزيادة عند الإمام أحمد وإلا لما نسب الزيادة للبزار فقط والله أعلم (وفي الباب) عن ابن عمر رضي الله عنهما في حديث له أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لم ينقص قوم المكيال والميزان ألا أخذوا بالسنين وشدة المؤتة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا" قال الشوكاني ذكره ابن ماجة في كتاب الزهد مطولاً، وفي إسناده خالد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك وهو ضعيف، وقد ذكره الحافظ في التلخيص ولم يتكلم عليه قال (وفي الباب) عن بريدة عند الحاكم والبيهقي "ما نقض قوم العهد إلا كان فيهم القتل، ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله تعالى عنهم القطر" واختلف فيه على عبد اله بن بريدة فقيل عنه هكذا وقيل عن ابن عباس (وأخرج أبو يعلى والبزار من حديث أبي هريرة) بلفظ (مهلاً عن الله مهلا، فأنه لولا شباب خشّع وبهائم رتّع وأطفال رضّع لصب عليكم العذاب صبا" وفي إسناده إبراهيم بن خثيم بن عراك بن مالك وهو ضعيف (وأخرجه أبو نعيم) من طريق مالك بن عبيدة ابن مسافع عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "فال لولا عباد لله ركّع، وصبية رضّع، وبهائم رتّع، لصب عليكم العذاب صبا" (وأخرجه البيهقي وابن عدى) ومالك بن عبيدة قال أبو حاتم وابن معين مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن عدى ليس له غير هذا الحديث، وله شاهد مرسل أخرجه أبو نعيم أيضًا في معرفة الصحابة عن أبي الزاهرية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من يوم إلا وينادي مناد أيها الناس مهلا فإن الله سطوان، ولولا رجال خشع وصبيان رضع ودواب رتع لصب عليكم العذاب صبا، ثم رضضتهم به رضا" (وأخرج الدارقطني والحاكم) من حديث أبي هريرة رفعه قال: " خرج نبي من الأنبياء يستسقى فإذا هو بنملة رافعة بعض قوائمها إلى السماء، فقال ارجعوا فقد استجيب من أجل شأن النملة، وأخرج نحوه الإمام أحمد والطحاوي أهـ (الأحكام) حديث الباب مع ما ذكرناه في الشرح يدل على أن المطر لا يحبس عن الناس إلا بسبب المعاصي ولو أنهم أطاعوا الله عز وجل كما أمرهم لأرسل إليهم المطر بالليل، وأطلع عليهم الشمس بالنهار، أما وقد عصوا الله تعالى ولم يمتثلوا أمره فلله عز وجل أن يمنع عنهم المطر بتاتًا، ولكن لما كان في خلق الله تعالى قليل من الناس يعبده وبحافظ على طاعته ويلتجئ إليه، ومن هو غير مكلف ولا ذنب له كالصبية والبهائم اقتضت رحمته بخلقه أن يرسل إليهم المطر إكرامًا

الصفحة 232