كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[حجة القائلين بتقديم الصلاة على الخطبة]-
قال إسحق في حديثه وبدأ بالصَّلاة قبل الخطبة ثمَّ استقبل القبلة فدعا
(1716) وعنه أيضًا عن عمِّه قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يستسقي فولَّى ظهره النَّاس واستقبل القبلة وحوَّل رداءه وجعل يدعوا وصلَّى ركعتين وجهر بالقراءة (وعنه من طريق ثان) عن عمِّه قال خرج رسول
__________
أن يدعو استقبل القبلة وحول ردائه، قال العلماء والتحويل شرع تفاؤلاً بتغير الحال من القحط إلى نزول الغيث والخصب ومن ضيق الحال إلى سعته (1) هذا الحديث رواه الإمام أحمد عبد الرحمن بن مهدي وعن إسحاق أيضًا كلاهما عن مالك، فرواية عبد الرحمن أنّهت عند قوله حين استقبل "وفي رواية لمسلم مثلها" أما رواية إسحاق فقد زاد فيها "وبدأ بالصلاة قبل الخطبة إلخ- الحديث" وفي هذه الزيادة التصريح بأن الصلاة كانت قبب الخطبة، وفيها حجة للجمهور، وفيها استحباب استقبال، القبلة للدعاء ويلحق له الوضوء والغسل والتيمم والقراءة والأذكار والأذان وسائر الطاعات إلا ما خرج بديل كالخطبة ونحوها، قاله النووي (تخريجه) (م. د. نس. هق) بدون زيادة إسحاق وأشار إليه الحافظ في التلخيص بالزيادة ولم يتكلم عليه، وإنما قال ولابن قتيبة في الغريب من حديث أنس نحوه
(1716) وعنه أيضًا عن عمه (سنده) حدثنا عبد الله أبي ثنا يزيد قال أنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عباد بن تميم "الحديث" (غريبه) (2) هو عبد الله بن زيد المازني المتقدم ذكره في الحديث السابق، ولكن ليس أخت لأبيه، وإنما قيل له عمه أنه كان زوج أمه، وقيل كان تميم أخا عبد الله لأمه وأمهما أم عمارة نسيبة، قاله الحافظ في التلخيص (3) رواية مسلم "فجعل إلى الناس ظهره يدعو الله واستقبل القبلة وحول رداءه ثم صلى ركعتين" وإنما جعل صلى الله عليه وسلم إلى الناس ظهره ليستقبل القبلة في الدعاء وظاهر قوله " ثم صلى ركعتين" في هذه الرواية أنه قدم الدعاء على الصلاة وفي روايته السابقة وحديث أبي هريرة أيضًا أنه بدأ بالصلاة قبل الخطبة، ثم استقبل القبلة فدعا، ويمكن الجمع بينهما بجواز الأمرين، أو أنه صلى الله عليه وسلم بدأ بالدعاء ثم صلى ركعتين ثم خطب؛ فأقتصر بعض الرواة على شيء وبعضهم على شيء، وعبر بعضهم عن الدعاء بالخطبة (4) قال النووي ولم يذكر في رواية مسلم الجهر بالقراءة وذكره البخاري وأجمعوا على استحبابه (5) (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي قال قرأت على عبد الرحمن عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر أنه سمع عبادة بن تميم سمعت عبد الله المازني يقول خرج رسول الله صلى الله عليه

الصفحة 234