كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[تحويل الرداء واستقبال القبلة والدعاء بخشوع وتواضع]-
الله صلى الله عليه وسلم إلى المصلَّى فاستسقى وحوَّل رداءه حين استقبل القبلة
(1717) عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج متخشِّعًا متضرِّعًا متواضعًا متبذِّلًا مترسِّلًا فصلَّى بالنَّاس ركعتين كما يضلِّي في العيد لم يخطب كخطبتكم هذه
__________
وآله وسلم "الحديث" (تخريجه) (ق. د. نس. هق) وروى الطريق الثاني منه مسلم بلفظه وسنده، وقد ترجم البخاري للطريق الأولى منه في صحيحه فقال (باب الجهر بالقراءة في الاستسقاء) وأورده بسند حديث الباب بلفظ "خرج النبي صلى الله عليه وسلم يستسقى فتوجه إلى القبلة يدعو وحول رداءه ثم صلى ركعتين جهر فيهما بالقراءة".
(1717) عن ابن عباس (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع ثنا سفيان عن هشام بن إسحاق بن عبد الله بن كنانة عن أبيه عن ابن عباس "الحديث" (غريبه) (1) يعني خرج إلى المصلى لصلاة الاستسقاء متخشعًا أي مظهر للخشوع لأنه أقرب إلى إجابة المطلوب ووسيلة إلى القبول (متضرعًا) أي مظهرا للضراعة وهي التذلل عند طلب الحاجة (متبذلاً) أي في ثياب البذلة بكسر الباء وهي التي تلبس في حالة الشغل ومباشرة الخدمة وتصرّف الإنسان في بيته (مترسلاً) أي غير مستعجل في مشيه (2) احتج به (الشافعية ومن وافقهم) على أنه يكبر فيها كما يكبر في صلاة العيد، وتأوله الجمهور على أن المراد كصلاة العيد في العدد والجهر بالقراءة وكونها قبل الخطبة (3) يعني لم تكن كخطبة العيد والجمعة بل خاصة بطلب السقى وما يتعلق به (تخريجه) (ك. قط. هق. والأربعة) ولفظ الترمذي قال حدثنا قتيبة يا حاتم بن إسماعيل عن هشام بن إسحاق وهو ابن عبد الله بن كنانة عن أبيه قال أرسلني الوليد بن عقبة وهو أمير المدينة إلى أبن عباس أسأله عن استسقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج متبذلاً "الحديث" قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح (قلت) وصححه أيضًا أبو عوانة وابن حبان، ورواه أبو داود بنحو رواية الترمذي إلا أ، هـ زاد ورقي المنبر (وفي الباب عن هشام بن عروة) عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت " شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحوط المطر فأمر بمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يومًا يخرجون فيه، قالت عائشة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر وحمد لله

الصفحة 235