كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[الاستسقاء على المنبر ورفع اليدين عند الدعاء]-
(3) (باب) الاستسقاء بالدعاء في خطبة الجمعة ومن استسقا بغير صلاة
(1718) عن حميدٍ قال سئل "أنس بن مالكٍ رضي الله عنه" هل كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يرفع يديه فقال قيل له يوم جمعةٍ يا رسول الله قحط المطر، وأجدبت الأرض، وهلك المال قال فرفع يديه حتَّى رأيت بياض إبطيه فاستسقى، ولقد رفع يديه وما نرى في الَّماء سحابةً، فما قضينا الصَّلاة حتَّى إنَّ قريب الدَّار الشَّابَّ يهمُّه الرَّجوع إلى أهله قال فلمَّا كانت الجمعة التَّي تليها، قالوا يا رسول الله، تهدَّمت البيوت، واحتبست الرُّكبان فتبسَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سرعة ملالة ابن آدم، وقال اللَّهمَّ حوالينا ولا علينا
__________
الرداء) فسيأتي الكلام عليه في أبوابه إن شاء الله (وأما الجهر بالقراءة فيها) فقال في شرح مسلم أجمعوا على استحبابه، وكذلك نقل الإجماع على استحباب الجهر ابن بطال ونقل النووي أيضًا الإجماع على أنه لا يؤذّن لها ولا يقام، لكن يستحب أن يقال بالصلاة جامعة، والله سبحانه وتعالى أعلم.
(1718) عن حميد (سنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن عدى عن حميد (حديث) (غريبه) (1) سيأتي الكلام عليه في بابه بعد باب (2) أي وهو قائم على المنبر يخطب خطبة الجمعة، كما يستفاد من الطرق الآتية " وقوله قحط" بفتح القاف مع فتح الحاء وكسرها أي امسك "وفي لفظ قام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة بعض المسلمين فقال، يا رسول الله قحط المطر إلخ- الحديث" (وأجدبت الأرض) أي أصبحت لا نبات بها لعدم المطر (3) المراد بالمال هنا الماشية كما صرح بذلك في رواية البخاري أي ثقل عليه الرجوع لكثرة المطر حتى أوقعه في الهم أنه شاب وداره قريبة؛ وهذه مبالغة في كثرة المطر، لأنه استمر أسبوعا كاملاً من الجمعة إلى الجمعة لا ينقطع، كما يستفاد ذلك من الروايات الأخرى عند الإمام أحمد وغيره (5) يعني جماعة المسافرين على الدواب أي لكثرة المطر لم يمكنهم السفر (6) قال الحافظ بفتح اللام وفيه حذف تقديره، أجعل أو أمطر، والمراد به صرف عن الأبنية والدور (وقوله ولا علينا) فيه بيان للمراد بقوله حوالينا لأنها تشمل الطرق التي حولهم فأراد إخراجها بقوله ولا علينا (قال الطيبي) في إدخال الواو هنا معنى لطيف، وذلك أنه لو أسقطها لكان مستسقيًا للآكام وما

الصفحة 238