كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[إستشفاع الكفار بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء]-
الله عنه) يا كعب بن مرَّة، حدَّثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وجاءه رجلٌ فقال استسق الله لمضر، قال فقال إنَّك لجريءٌ، ألمضر؟ قال يا رسول الله استنصرت الله عزَّ وجلَّ فنصرك ودعوت الله عزَّ وجلَّ فأجابك قال فرفع رسول الله صلَّى اللع عليه وعلى آله وسلَّم يديه يقول اللَّهمَّ اسقنا غيثًا مغيثًا مريعًا مريئًا طبقًا غدقُا عاجلًا غير رائث، نافعًا غير ضارّ، قال فأجيبوا، قال فما لبثوا أن أتوه فشكوا إليه كثرة المطر؛ فقالوا قد تهدَّمت البيوت، قال فرفع يديه
__________
بكسر السين المهملة وسكون الميم (1) أي حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر أن تكون سمعته من غيره (2) هذا الرجل المبهم هو كعب بن مرة نفسه كما ستعرف ذلك قريبًا (3) اسم قبيلة من قريش سميت باسم مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان عصت الله وآذت النبي صلى الله عليه وسلم فدعا عليهم بقوله، اللهم أشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسنى يوسف، وقد استجاب الله دعاءه، وابتلاهم بالقحط والجدب حتى أكلوا الجلود والميتة والجيف (وتقدم لفظ الدعاء عليهم في أبواب القنوت في الجزء الثالث) فأرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستشفعون به في كشف ما نزل بهم والدعاء لهم، فلهذا أنكر النبي صلى الله عليه وسلم على الرسول قوله، وقال له إنك لجريء، يعني أتطلب مني الدعاء لقوم طلعوا وبغوا وعصوا الله ورسوله (4) يريد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب من الله أن ينصره عليهم فنصره ودعا عليهم بالقحط فاستجاب الله دعاءه وابتلاهم به، ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من شيمته العفو والرحمة رفع يديه وابتهل إلى الله عز وجل في رفع ما نزل بهم وإغاثتهم بالمطر فاستجاب الله دعاءه (5) الغيث المطر ويطلق على النبات تسمية له باسم سببه (مغيثًا) بضم الميم وكسر الغين المعجمة وهو المنقذ من الشدة (مريعًا) بضم الميم وفتحها وكسر الراء هو الذي يأتي بالربع وهو الزيادة، مأخوذ من المراعة وهي الخطب، ومن فتح الميم جعله اسم مفعول أصله مريوع كمهيب ومعناه مخصب، (مريئًا) بالهمزة هو المحمود العاقبة المنمي للحيوان (طبقًا) هو المطر العام كما في القاموس (غدقًا) الغدق هو الماء الكثير وهو من باب قرح، وأغدق المطر، وأغدودق كبر قطره (غير رائث) الريث الإبطاء والرائث المطبيء (6) أي بسبب كثرة المطر، ولفظ ابن ماجه "فقالوا يا رسول الله تهدمت البيوت"

الصفحة 241