كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[الترهيب من ترك الجمعة والتشديد في ذلك]-
فإن لم يجد فبنصف دينار (1)
__________
ولا حرج على فضل الله تعالى، ومن لم يؤدها صار مستحقاً للعقاب الوارد في ذلك، نعم إن أدّاها مستخفًا بها مصرًا على العود فهذا الاصرار نفسه هو الذنب الذى لا يمحى إلا بالتوبة، فالذى يظهر لى أن الأمر في الحديث للوجوب وأن الكفارة تمحو الذنب والله أعلم (1) يعنى فإن لم يجد ديناراً كاملاً بأن تعسّر عليه ذلك فليتصدق بنصف دينار {تخرجه} (د. نس) وفى إسناده قدامة بن وبرة (بفتحات) وثقه ابن معين وقال أحمد لا يعرف، قال البخارى لم يسمع من سمرة (خلاصة) ورواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح الأسناد ولم يخرّج لخلاف فيه لسعيد بن بشير وأيوب بن العلاء، فانهما قالا عن قتادة عن قدامة بن وبرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرسلاً {قلت} وأقره الذهبى وقال رواه سعيد بن بشير وأيوب بن العلاء عن قتادة عن قدامة مرسلاً، وزاد أيوب أو صاع حنطة أو نصف صاع، قال عبد الله بن أحمد سئل أبى عنه فقال همّام أحفظ من أيوب بن العلاء اهـ ورواه ابن ماجه من طريق آخر ليس فيه قدامة بن وبرة بلفظ "من ترك الجمعة متعمداً فليتصدق بدينار فإن لم يجد فينصف دينار" وسنده جيد {وفى الباب} عن ابن عباس رضى الله عنهما قال "من ترك الجمعة ثلاث جمع متواليات فقد نبذ الاسلام وراء ظهره" رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح وهو موقوف على ابن عباس {وعن أبى هريرة} رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا هل عسى أحدكم أن يتخذ الصُّبَّة من الغنم على رأس ميل أو ميلين فيتعذر عليه الكلأ فيرتفع، ثم تجئ الجمعة فلا يجئ ولا يشهدها، وتجئ الجمعة فلا يشهدها حتى يُطبع على قلبه" أورده المنذرى وقال رواه ابن ماجه باسناد حسن وابن خزيمة في صحيحه، قال والصبة بضم الصاد المهملة وتشديد الباء الموحدة هي السَّرِيَّة إما من الخيل أو الأبل أو الغنم ما بين العشرين إلى الثلاثين تضاف إلى ما كانت منه، وقيل هي ما بين العشرة الى الأربعين اهـ {وعن عبد الله بن عمرو بن العاص} رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال "الجمعة على كل من سمع النداء" رواه أبو داود والدارقطني وقال "إنما الجمعة على من سمع النداء" قال أبو داود روى هذا الحديث جماعة عن سفيان مقصوراً على عبد الله بن عمرو ولم يرفعوه إنما أسند قبيصة اهـ قال البيهقى وقبيصة بن عقبة من الثقات اهـ وقد روى هذا الحديث من عدة طرق يقوى بعضها بعضاً، وقال النووى في الخلاصة إن البيهقى قال له شاهد فذكره باسناد حسن {قلت} ويعضده بل يغنى عنه ما رواه مسلم وغيره {عن أبى هريرة} رضى الله عنه قال "أتى النبى صلى الله عليه وسلم رجل أعمى