كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[من لم تجب عليهم الجمعة]-
.....
__________
فقال يا رسول الله ليس لى قائد يقودنى إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلى في بيته فرخص له؛ فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال نعم قال فأجب" (وروى نحوه) الأمام أحمد وأبو داود والطبرانى وابن حبان بسند جيد عن ابن أم مكتوم، وتقدم في الباب الثالث من أبواب صلاة الجماعة رقم 1302 فاذا كان هذا في مطلق الجماعة فالقول به في خصوصية الجمعة أولى {وعن حفصة} رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال "رواح الجمعة واجب على كل محتلم" رواه النسائى ورجاله رجال الصحيح إلا عياش بن عباس وهو ثقة {وعن طارق بن شهاب} رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال "الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعةً عبد مملوك أو امرأة أو صبى أو مريض" رواه أبو داود وقال طارق بن شهاب قد رأى النبى صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئاً اهـ قال العراقى فإذا قد ثبتت صحبته فالحديث صحيح؛ وغايته أن يكون مرسل صحابى وهو حجة عند الجمهور، وإنما خالف فيه أبو إسحاق الاسفرايينى، بل ادّعى بعض الحنفية الاجماع على أن مرسل الصحابى حجة اهـ {قلت} حديث طارق رواه الحاكم في المستدرك من طريق هريم بن سفيان عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبى موسى عن النبى صلى الله عليه وسلم الخ فهو من هذا الطريق مرفوع وليس مرسلا، وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فقد اتفقا جميعاً على الاحتجاج بهريم بن سفيان ولم يخرجاه {قلت} وأقره الذهبى {وعن جابر بن عبد الله} رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه الجمعة إلا امرأة أو مسافراً أو عبداً أو مريضاً" رواه أبو داود والبيهقى والدارقطني وفى إسناده ابن لهيعة ومعاذ بن محمد وهما ضعيفان (قال النووى) في المجموع لكن له شواهد ذكرها البيهقى وغيره اهـ {وعن عمر بن الخطاب} رضى الله عنه أنه أبصر رجلاً عليه هيئة السفر فسمعه يقول لولا أن اليوم يوم جمعة لخرجت فقال عمر "اخرج فان الجمعة لا تحبس عن سفر" رواه الامام الشافعى في مسنده وذكره الحافظ في التلخيص ولم يتكلم عليه {وروى سعيد بن منصور} في سننه أن أبا عبيدة سافر يوم الجمعة ولم ينتظر الصلاة {وأخرج أبو داود} في المراسيل وابن أبى شيبة عن الزهرى "أنه أراد أن يسافر يوم الجمعة ضحوة فقيل له في ذلك، فقال إن النبى صلى الله عليه وسلم سافر يوم الجمعة" {الأحكام} أحاديث الباب تدل على جملة أحكام {منها} أن الأمة المحمدية أفضل الأمم وإن تأخر وجودها في الدنيا عن الأمم الماضية فهى سابقة لهم في الآخرة، وهى أول من يحشر وأول من يحاسب وأول من يقضى بينهم وأول من يدخل الجنة {ومنها} فضل يوم الجمعة وان تعظيمه فرض على أهل الكتاب وعلينا فاختلفوا فيه وهدانا الله له (قال ابن بطال) ليس المراد أن يوم الجمعة فرض عليهم بعينه