كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)
-[الإنكار على من خالف السنة وإن كان كبير القدر]-
صلاته إلَّا كان كفَّارة له ما بينه وبين الجمعة المقبلة ما اجتنبت المقتلة (1)
(1546) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال دخل رجل (2) ومن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد يوم الجمعة وعمر بن الخطَّاب رضى الله عنه يخطب النَّاس، فقال عمر أيَّة (3) ساعة هذه، فقال يا أمير المؤمنين انقلبت (4) من السُّوق فسمعت النِّداء (5) فما زدت على أن توضَّأت، فقال عمر والوضوء أيضًا (6) وقد علمت أنّ رسول الله صلَّى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه
__________
(1) يعني الكبائر التي تسبب لصاحبها الهلاك والوقوع تحت طائلة العقاب {تخريجه} أورده الهيثمى بزيادة "وذلك الدهر كله" بعد قوله ما اجتنبت المقتلة، وفيه هو الذى جمع الله فيه أبوك وأبويك وقال روى النسائى بعضه، ورواه الطبرانى فى الكبير وإسناده حسن
(1546) عن ابن عمر {سنده} حدثنا عبد الله قال قال أبى قرأت على عبد الرحمن بن مهدى عن مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر "الحديث" {غريبه} (2) هو عثمان بن عفان رضى الله عنه كما سماه ابن وهب وابن القاسم عن مالك فى روايتهما للموطأ، وكذا سماه معمر عن الزهرى عند الشافعى، وعبد الرزاق وابن وهب فى روايته عن أسامة بن زيد الليثى عن نافع عن ابن عمر، وكذا سماه أبو هريرة عند مسلم، قال ابن عبد البر لا أعلم خلافاً فى ذلك (3) بشد التحتية تأنيث "أىّ" يستفهم بها، والساعة اسم لجزء من الزمان مقدر؛ ويطلق على الوقت الحاضر وهو المراد هنا، وهذا استفهام توبيخ وإنكار، كأنه يقول لم تأخرت إلى هذه الساعة؟ وقد ورد التصريح بالإنكار فى رواية أبى هريرة بلفظ "فقال عمر لم تحتسبون عن الصلاة" ولمسلم فعرّض به عمر، فقال "ما بال رجال يتأخرون بعد النداء" (قال الحافظ) والذي يظهر أن عمر قال ذلك كله فحفظ بعض الرواة ما لم يحفظه الآخر، ومراد عمر التلميح الى ساعات التبكير التى وقع الترغيب فيها وأنها اذا انقضت طوت الملائكة الصحف، وهذا من أحسن التعريضات وأرشق الكنايات، وفهم عثمان ذلك فبادر الى الاعتذار عن التأخير اهـ (4) أى رجعت من السوق، روى أشهب عن مالك فى العتبية أن الصحابة رضى الله عنهم كانوا يكرهون ترك العمل يوم الجمعة على نحو تعظيم اليهود السبت والنصارى الأحد (5) أى الأذان بين يدى الخطيب (وقوله فما زدت على أن توضأت) أى لم أشتغل بشئ إلا بالوضوء (6) أى فأنكر عليه عمر إنكارًا