كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[فضل الغسل والتبكير للجمعة]-
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حقٌّ على كلِّ مسلمٍ الغسل والطِّيب والسِّواك يوم الجمعة
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم قال من غسَّل (1) واغتسل وغدا (2) وابتكر ودنا فاقترب واستمع وأنصت كان ل بكلِّ خطوةٍ (3) يخطوها
__________
وكيع عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الرحمن الخ {تخريجه} لم أقف عليه لغير الأمام أحمد، وأورده الهيثمى وعزاه للأمام أحمد فقط وقال رجاله رجال الصحيح {قلت} وهو من أدلة القائلين بعدم وجوب الغسل، لأن السواك والطيب غير واجبين قطعا، وقد اشتركا معه فى الحكم، وسيأتى الكلام عليه فى الأحكام
(1556) عن عبد الله بن عمرو بن العاص {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا روح ثنا ثور بن يزيد عن عثمان الشامى أنه سمع أبا الأشعث الصنعانى عن أوس بن أوس الثقفى عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبى صلى الله عليه وسلم "الحديث" {غريبه} (1) روى بالتشديد والتخفيف، قيل أراد به غسل رأسه وبقوله اغتسل غسل سائر بدنه، وقيل جامع زوجته فأوجب عليها الغسل فكأنه غسلها واغتسل فى نفسه، وقيل كرر ذلك للتأكيد، ويرجح التفسير الأول ما فى رواية أبى داود فى هذا الحديث بلفظ "من غسل رأسه واغتسل" وما رواه البخارى والأمام أحمد عن طاوس "قلت لابن عباس ذكروا أن النبى صلى الله عليه وسلم قال اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤسكم" وتقدم آنفاً، وقال الترمذي عقب ذكر الحديث قال محمود "يعنى ابن غيلان شيخ الترمذى" قال وكيع اغتسل هو وغسَّل امرأته، ويروى عن المبارك أنه قال فى هذا الحديث من غسَّل واغتسل يعنى غسَّل رأسه واغتسل اهـ (وفى النهاية) ذهب كثير من الناس أن غسَّل أراد به المجامعة قبل الخروج إلى الصلاة، لأن ذلك يجمع غض الطرف فى الطريق يقال غسَّل الرجل امرأته بالتشديد والتخفيف اذا جامعها، وقد روى مخففًا وقيل أراد غسَّل غيره واغتسل هو لأنه إذا جامع زوجته أحوجها الى الغسل اهـ (2) أى راح فى أول الوقت وابتكر أى أدرك أول الخطبة ورجحه العراقى، وفى لفظ (وبكّر "بالتشديد" وابتكر) قيل كرره للتأكيد، وبه جزم ابن العربى، وفى رواية للأمام أحمد وأبى داود ومشى ولم يركب (وقوله واقترب) أى دنا من الأمام كما صرح به فى بعض الروايات (واستمع) أى الخطبة (وأنصت) تأكيد لاستمع (3) بضم الخاء المعجمة وهى بعد ما بين القدمين حين المشى وجمعه خطى وخطُوات كغرف

الصفحة 51