كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[أحاديث وردت في الباب غير ما تقدم وحجة القائلين بوجوب الغسل للجمعة]-
.....
__________
{وفي الباب عن أبى أمامة} رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اغتسلوا يوم الجمعة فإنه من اغتسل يوم الجمعة فله كفارة ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام" رواه الطبرانى في الكبير قال العراقي وإسناده حسن {وعن ابن عباس} رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من غسَّل واغتسل يوم الجمعة ثم دنا حيث يسمع خطبة الأمام فاذا خرج استمع وأنصت حتى يصليها معه كتب له بكل خطوة يخطوها عبادة سنة قيامها وصيامها" {وعن أبى بكر رضى الله عنه} قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من اغتسل يوم الجمعة كفرت عنه ذنوبه وخطاياه، فإذا أخذ في المسير كتب له بكل خطوة عشرون حسنة، فإذا انصرف من الصلاة أجيز بعمل مائتى سنة" رواه الطبرانى وفى إسناده الضحاك بن حُمرة، وقد ضعفه ابن معين والنسائى والجمهور، وذكره ابن حبان فى الثقات، وللحديث طرق أخرى عند الطبرانى {الأحكام} أحاديث الباب تدل على مشروعية الغسل للجمعة وسببه وعلى مشروعية التجمل لها بالثياب الحسنة والدهن وغير ذلك، وأفضل الثياب البياض لورود الأحاديث بذلك، وستأتى فى الباب الأول من كتاب اللباس إن شاء الله {وفيها أيضاً} استحباب المشى للجمعة لما فى حديث أوس بن أوس "وخرج يمشى ولم يركب" وفى قوله ولم يركب بعد قوله يمشى معنى دقيق (قال الخطابى) عن الأثرم إنه للتأكيد وانهما بمعنى، واختار النووى أنه احتراز من شيئين (أحدهما) نفى توهم حمل المشى على المضى والذهاب وإن كان راكباً (والثانى) نفى الركوب بالكلية، لأنه لو اقتصر على مشى لاحتمل أن المراد وجود شئ من المشى ولو فى بعض الطريق فنفى ذلك الاحتمال وبيّن أن المراد مشى جميع الطريق ولم يركب فى شئ منها اهـ وهذا لغير المعذور، أما المعذور كالمريض مثلاً فلا بأس بركوبه {وفيها} أن من فعل كل هذه الخصال كان له فضل عظيم وثواب جسيم {وقد اتفق العلماء} على استحباب ذلك كله إلا الغسل ففيه خلاف بين العلماء، فبعضهم يقول إنه واجب وبعضهم يقول إنه سنة (قال النووى) رحمه الله مذهبنا انه سنة ليس بواجب يعصى بتركه بل له حكم سائر المندوبات، وبهذا قال مالك وأبو حنيفة وأحمد وجماهير العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وقال بعض أهل الظاهر هو فرض، وحكاه ابن المنذر عن أبى هريرة رضى الله عنه {قلت وحكاه عن عمار بن ياسر أيضاً، وحكاه ابن حزم عن عمر بن الخطاب وابن عباس وأبى سعيد وغيرهم من الصحابة والتابعين} قال وحكاه "غسل الجمعة واجب على كل محتلم" وبحديث "من جاء منكم إلى الجمعة فليغتسل" وهما في الصحيحين {واحتج أصحابنا والجمهور} بقوله صلى الله عليه وسلم "من توضأ فبها ونعمت

الصفحة 54