كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني (اسم الجزء: 6)

-[مراتب التبكير إلى الجمعة في الفضل]-
الملائكة (1) يستمعون الذِّكر (وفى لفظ) فإذا خرج الإمام طوت الملائكة الصُّحف (2) ودخلت تسمع الذِّكر (وعنه من طريق ثانٍ) (3) عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال المهجرِّ إلى الجمعة (4) المهدى بدنةً، ثمَّ الَّذى يليه كالمهدى بقرة، والَّذى يليه كالمهدى كبشًا حتَّى ذكر الدَّجاجة والبيضة (5)
__________
بل يستحب له التأخير لوقت الخطبة، قال ويدخل الجامع من أقرب أبوابه الى المنبر وتعقبه الحافظ بأن ما قاله لا يظهر لأمكان أن يجمع بين الأمرين بأن يبكر ولا يخرج من المكان المعدّ له فى الجامع إلا اذا حضر الوقت أو يحمل على من ليس له مكان معدّ (1) أى دخلت الجامع كما فى اللفظ الآتى (وقوله يسمعون الذكر) أى الخطبة لاشتمالها على ذكر الله تعالى والثناء عليه، والمراد بالملائكة هنا الملائكة الذين وظيفتهم كتابة حاضرى الجمعة، وهم غير الحفظة (2) المراد بطى الصحف طى صحف الفضائل المتعلقة بالمبادرة الى الجمعة دون غيرها من سماع الخطبة وإدراك الصلاة والذكر والدعاء والخشوع ونحو ذلك فانه يكتبه الحافظان قطعا، وأخرج أبو نعيم فى الحلية عن ابن عمر رضى الله عنهما مرفوعاً "إذا كان يوم الجمعة بعث الله ملائكة بصحف من نور وأقلام من نور الحديث" فبين صفة الصحف ودل على أنهم غير الحفظة، وفى حديث الزهرى عند ابن ماجه (فمن جاء بعد ذلك "يعنى بعد طى الصحف" فانما يجئ لحق الصلاة) وفى رواية ابن جريح عن سمى زيادة فى آخره هى "ثم اذا استمع وأنصت غفر له من بين الجمعتين وزيادة ثلاثة أيام" وفى رواية عمر بن شعيب عن أبيه عن جده عند ابن خزيمة فيقول بعض الملائكة لبعض ما حبس فلاناً فتقول "اللهم إن كان ضالاً فاهده، وإن كان فقيراً فأغنه، وإن كان مريضاً فعافه" (3) {سنده} حدثنا عبد الله حدثنى أبى ثنا سفيان عن الزهرى عن سعيد بن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال المهجر الخ (4) قال فى النهاية التهجير التبكير الى كل شئ والمبادرة اليه يقال هجَّر يُهجِّر تهجيرًا فهو مُهجر، وهى لغة حجازية أراد المبادرة الى أول وقت الصلاة، وفى حديث الجمعة "فالمهجر اليها كالمهدى بدنة" أى المبكر اليها اهـ (5) المعنى أن درجات المبادرين الى الجمعة تتفاوت وأن نسبة الثانى من الأول نسبة البقرة الى البدنة فى القيمة مثلاً أو فى قدر ثواب مهديها أو المتصدق بها وهكذا والله أعلم {تخريجه} أخرج الطريق الأولى منه (ق. لك. هق. والأربعة) وأخرج الطريق الثانية (ق. نس. جه)

الصفحة 60